أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن العالم توصل إلى قناعة أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد للأزمة في سورية وأن خيار التدخل العسكري فيها سقط وانتهى بشكل حاسم.
كد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن العالم توصل إلى قناعة أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد للأزمة في سورية وأن خيار التدخل العسكري فيها سقط وانتهى بشكل حاسم.
وأشار نصرالله في كلمة له اليوم إلى أنه ومنذ اليوم الأول كنا ننادي بالحل السياسي لمصلحة سورية والشعب السوري وكرامته ودمائه ومستقبله وموقع سورية القومي والاستراتيجي وأن البعض في المعارضة مايزال يضع شروطا للحل السياسي تساوي سقوط النظام رغم أن المناخ السياسي الدولي والإقليمي تجاوز هذه المرحلة.
ولفت نصرالله إلى أن الحديث عن التدخل العسكري الخارجي في سورية الذي كان في الشهور الماضية خطرا حقيقيا يؤدي إلى تداعيات خطرة على سورية والمنطقة تراجع وانتهى بشكل حاسم معتبرا أن بعض المسؤولين الأمريكيين مازالوا يهولون فيه من بعيد رغم أنهم أعجز جهة يمكن أن تقوم بتدخل عسكري في سورية أو غيرها فهم خرجوا من العراق مهزومين ويفتشون عن مخرج في أفغانستان.
وقال نصرالله إن احتمال إرسال قوات عربية إلى سورية قد انتهى وأن الجو الدولي والإقليمي ابتعد عن خيار تسليح المعارضة السورية وإن وجدت دولتان أو ثلاث أو أربع يتبنون خيار التسليح فهذا شأنهم كما إن موضوع إسقاط النظام بالقوة العسكرية قد انتهى أيضا وبالتالي الرهان على عمل عسكري لإسقاط النظام هو رهان خاسر وأعباؤه كبيرة جدا.
وأضاف نصرالله إنه في اللحظة التي جاء فيها كوفي أنان إلى دمشق ولم يستند إلى مرجعية قرارات ومبادرات وطروحات الجامعة العربية يعني أن هذا الموضوع انتهى والأمر تجاوز هذه المرحلة.
وشدد نصرالله على أن المطروح اليوم لحل الأزمة في سورية هو الحل السياسي الذي يقوم على الحوار بين القيادة السورية والمعارضة وإجراء إصلاحات والتوافق على تنفيذها داعيا كل مخلص في أي موقع دولي وعربي وإقليمي وإعلامي وسياسي واجتماعي إلى تقديم المساعدة من خلال علاقاته لتذهب سورية باتجاه الحل السياسي واستعادة الأمن والاستقرار والإصلاح وهذه هي المسؤولية التاريخية والدينية والإيمانية والشرعية والقومية والأخلاقية وهذا يتطلب وقف التحريض الإعلامي وأشكال النميمة والإيقاع بين السوريين والسعي إلى تقريب وجهات النظر وإقناع كل الأطراف بالدخول في حوار جدي ومخلص وصادق ينقذ سورية وينقذ معها المنطقة مؤكدا أن أي حل آخر يخدم مصلحة إسرائيل وكل من يستفيد من تفتيت منطقتنا وإدخالها في الفوضى الشاملة.
وبشأن الوضع في البحرين أعرب نصرالله عن استهجانه واستغرابه لغياب قضية الشعب البحريني عن جدول أعمال القمة العربية وخاصة أن ما يجري في البحرين هو مأساة وطنية حيث يتظاهر أغلبية الشعب البحريني للمطالبة بالإصلاح بطريقة سلمية ولكنه مازال يقتل في كل يوم بالغازات السامة التي تستخدمها القوات البحرينية ودرع الجزيرة والمرتزقة مشيرا إلى أن هذه الغازات القاتلة تستخدم لتفريق المظاهرات وتلقى على المنازل التي تؤوي نساء وعجزة وأطفالا وهذا قتل عمد لهؤلاء.
وأضاف نصرالله هناك كارثة في البحرين ولا نقطة لها على جدول أعمال القمة بسبب تهديد بعض الدول العربية بمقاطعة القمة فهذا الذي يتوقع منه الإصلاح لا يقبل أن تكون نقطة البحرين على جدول أعمال القمة مع العلم أنه في البحرين لا أحد يحمل السلاح أو يطلق النار أو يمزق البلد أو يدمره أو يبيعه ومع ذلك تجاهلوها وهذا التجاهل يزيد المظلومية والغربة لكنه لن يمس معنويات وتصميم وعزم شعب البحرين الذي يعيش هذه الغربة منذ انطلاق حركته وانتفاضته قبل أكثر من عام وهذا الشعب أثبت أنه مسالم وقادر على الاستمرار ولديه نفس طويل وثبات واخلاص وشجاعة وبالتأكيد سينتصر لأنه يثبت يوما بعد يوم التزامه بالضوابط الوطنية والشرعية والسياسية والإنسانية.
وحول إحياء يوم الأرض أكد نصرالله أن أحياء هذا اليوم هو تعبير عن التمسك بالحق والقضية والمقدسات والأرض ولاسيما أن العدو الإسرائيلي ومن خلفه المستكبرون ومن يتآمر ويدلس ويخادع معهم سواء من الشعب الفلسطيني ومن أمتنا يريدون أن تنسى فلسطين وأن تصبح من التاريخ والماضي وألا يتكلم أحد بها ولا يذكرها وأن تخرج من دائرة الأولويات والاهتمام وبعدها تنسى وأن ييئس أهلها من استعادتها وأن يستسلموا للأمر الواقع وأن يقبلوا بالفتات وما يبقيه لهم الصهاينة رغم أنهم اليوم يقولون إن هناك نية لدى حكومة العدو بمصادرة آلاف الدونمات في الضفة الغربية وهذا مزيد من الاستهزاء الاسرائيلي بالعالم العربي والقمم والحكومات العربية.
وأضاف نصرالله إن العدو الإسرائيلي والمتامرين يريدون أن تخرج القضية الفلسطينية من دائرة الأولوية وأن يهتم كل شعب بشؤون بلده وأن يتركوا فلسطين تدخل دائرة النسيان واليأس والاستسلام لافتا إلى أن المستكبرين وعملاءهم وأدواتهم في العالم العربي والإسلامي فشلوا في إنهاء هذه القضية وتصفيتها بفضل النضال على الجبهات المتعددة على المستوى السياسي والإعلامي والثقافي الفكري الفني والاجتماعي وبفضل المقاومة الميدانية ودماء الشهداء وجراح الجرحى وعذابات الأسرى ومعاناة المحاصرين والدماء النازفة التي تهز ضمير هذه الأمة وتستنهضها هي التي أبقت هذه القضية حية إلى الآن.
وتابع نصرالله أنه رغم انفاق مئات مليارات الدولارات في كل الدوائر وساحات التواطوء والتآمر من اجل تصفية هذه القضية وحضورها الخارجي والوجداني إلا أنهم فشلوا في ذلك بفضل ثبات الفلسطينيين وتمسكهم بقضيتهم حيث يعبرون اليوم عن ذلك لأن الأهم أن يتمسك الفلسطينيون ومن وراءهم ومعهم الأمة ولكن لو تخلى الفلسطينيون أنفسهم عن أرضهم ومقدساتهم ووطنهم وقضيتهم سيقال لكل آخر أيا يكن هذا الآخر هل أنت ملكي أكثر من الملك فمن شروط بقاء هذه القضية حية هو العامل والتمسك والحضور الفلسطيني وهذا ما تعبر عنه مسيرات يوم الأرض.
وأضاف نصرالله اليوم تعود مجددا القضية الفلسطينية لتقرع أبواب كل العرب والمسلمين لتقول إنها الامتحان الإلهي والحجة الإلهية والمسؤولية التاريخية في عنق الجميع سواء كانوا حكاما وحكومات وأنظمة وجيوشا وشعوبا وأحزابا وقوى سياسية ونخبا والأمة للأسف الشديد في الكثير من مساحاتها وساحاتها لاتتحمل هذه المسؤولية مع أنها قادرة على صنع الانتصار ببساطة فالموضوع ليس معقدا وصعبا فهذه الأمة العربية بمقدارتها الكبيرة تستطيع استعادة فلسطين وأن تنجز ذلك بكل بساطة.
وقال نصرالله ان المقاومة ورغم الدعم المحدود لها من سورية وإيران مقارنة بإمكانات الأمة العربية والإسلامية استطاعت وقاتلت وصمدت وصنعت انتصارين كبيرين في لبنان وغزة.
ورأى نصرالله ان الحكام في العالمين العربي والإسلامي يتحملون بالدرجة الأولى مسؤولية كل لحظة تمر وأرض فلسطين تحت الاحتلال والمقدسات تنتهك وأهلنا يعذبون والأسرى في السجون منذ احتلال فلسطين وحتى اليوم ولاسيما أن هذه الأمة كانت قادرة على رفع الظلم والحيف وتحرير المقدسات وأن طريق تحقيق ذلك واضح لكنه يحتاج إلى الإرادة والعزم ونحن نعتقد أن مستقبل شعوب هذه المنطقة هو مستقبل هذا الفكر والثقافة والمقاومة وبيننا وبينهم الفاصل زمني فقط ونحن من الذين يؤمنون أن هذه النتيجة قطعية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الإخوة / متصفحي موقع السبئي نت المحترمون
نحيطكم علماُ بان اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره.
مع تحيات "ادارة الموقع"