السبئي نت – موسكو:
أكد رئيس الوزراء الروسي الاسبق يفغيني بريماكوف أن الوضع في سورية وليبيا ومنذ البداية لم يكن يندرج إطلاقا ضمن إطار ما يسمى الربيع العربي لأن المتظاهرين استخدموا السلاح فورا ضد القوات الحكومية مشددا على أن الولايات المتحدة والدول الأعضاء في حلف الناتو لجأت ليس إلى ركوب هذه الموجة فقط بل سارعت لاستخدام الاحداث لتقويض النظامين السوري والليبي غير المناسبين لها. وقال بريماكوف خلال مؤتمر صحفي عقده في موسكو كرس لتقديم الطبعة الجديدة من كتابه الشرق الأوسط في الخفاء والعلن إنه إذا كانت واشنطن تحاول إقامة علاقات مع الانظمة الإسلامية المعتدلة في مصر وتونس فهي تسير ومعها دول الناتو في قارب واحد مع الاسلاميين المتطرفين في سورية. واعتبر بريماكوف أن مثال ليبيا أظهر مرة اخرى عدم وجود آفاق لمحاولات غرس الديمقراطية بالقوة واذا كان هذا الاستنتاج أصبح واضحا بعد غزو الأميركيين للعراق فقد ترسخ الآن بعد الوضع الناشئ في ليبيا. وقال بريماكوف إن الاقتراحات التي قدمها مبعوث الامم المتحدة كوفي أنان لحل الوضع في سورية هي اقتراحات متوازنة ينبغي دعمها بالتأكيد موضحا أن كل شيء يتوقف حاليا على المعارضة. وأضاف أن المعارضة السورية التي شكلت هيئة عسكرية قبل أبام كان عليها أن تقوم بخطوة لتسوية الوضع وان تشارك في المفاوضات مع السلطة لا أن تقوم بخطوة لتصعيد العمليات العسكرية. وأكد بريماكوف دعم روسيا لخطة أنان التي يجب أن تقود نحو تسوية سلمية للوضع في سورية. محللان روسيان: قوى المعارضة التي تجتمع في اسطنبول متنافرة ومتطرفة وهدامة وصف نيكولاي خاتشاتوروف أمين رابطة الدبلوماسيين الروس والكسندر اوكسانيوك المحلل السياسي وسفير روسيا السابق في عدد من الدول العربية أطراف المعارضة التي تجتمع في اسطنبول بأنها متنافرة جداً ومتطرفة وهدامة معتبرين أن مواقف تلك المجموعات غير المفهومة للمجتمع السوري مثيرة للاستغراب والشكوك وهي تسير على طريق خاطئء بمساعيها لحل القضية السورية بالقوة. وفي تصريح لمراسل سانا في موسكو أشار خاتشاتوروف إلى أن الموقف الروسي حيال سورية واضح جداً حيث تبذل روسيا كل ما بوسعها ليحل السلام فيها وهذا يقتضي الحيلولة دون أي تدخل أجنبي في شؤونها وخاصة التدخل العسكري الذي يتكلم عنه بعض الساسة الغربيين وممثلي المشيخات والممالك الخليجية وبالدرجة الأول قطر والسعودية وبعض الدول العربية الأخرى التي تظن انه يمكن حل القضية السورية عبر القوة المسلحة وبصورة سريعة بموجب السيناريو الليبي. من جهة ثانية ذكر خاتشاتوروف بتأييد و ترحيب الجانب الروسي بخطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية كوفي انان لتسوية الوضع في سورية سلميا وموافقة سورية على الجلوس الى طاولة المفاوضات لحل القضية في مقابل موقف مغاير تماماً اتخذته المعارضة موضحاً أن المعارضة التي تجتمع في اسطنبول متنافرة جداً وغير مفهومة للمجتمع السوري وهي قوى متطرفة وهدامة تريد حل القضية السورية عن طريق القوة مؤكداً أنها تسير بذلك على طريق خاطىء وأن الحل يكمن في الحوار والمفاوضات البناءة وليس عن طريق القوة كما تدعو قطر والسعودية محذراً من أن تكرار السيناريو الليبي في سورية خاطىء جداً. بدوره ذكر اوكسانيوك في حديث مماثل بالموقف الروسي المبدئي تجاه الأحداث في سورية مبيناً أن بلاده وقفت منذ بداية الأحداث ضد التدخل الخارجي واعتمدت هذا الموقف منذ اليوم الأول لما يسمى بالربيع العربي مضيفاً أن روسيا رأت فيما يتعلق بسورية على وجه التحديد أن المخرج من الأزمة يمر عبر الحوار الشامل بين السلطات الرسمية الشرعية والمعارضة التي صعدت أعمالها مستغلة التأخر في الإصلاحات السياسية بعد تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والتي كانت لها بالطبع أهداف أخرى. وأضاف اوكسانيوك نحن نعلم أن تشكيلة المعارضة السورية متنوعة وفيها الاخوان المسلمون وهم من نوع يختلف عن الإخوان المسلمين في مصر وتونس مشيراً إلى أنهم أكثر تشدداً وأقرب إلى تنظيم القاعدة. ولفت إلى أن توحد المعارضة حول هدف واحد هو العمل لإسقاط النظام القائم يؤكد أنه يجب ألا نتوقع أن تسفر مثل هذه الأعمال عن أي نتائج إيجابية لسورية والمنطقة كلها مضيفاً أن مواقف بعض الفصائل في المعارضة السورية تثير ليس فقط الاستغراب بل والشكوك أيضاً في نواياها ففي الوقت الذي وافقت فيه الحكومة السورية على دعم مهمة انان تعمل هذه المعارضة كل ما بوسعها لإحباط هذه المهمة. وختم اوكسانيوك بالمقارنة بين الأطراف التي ستجتمع في اسطنبول في إطار مؤتمر ما يسمى أصدقاء سورية ودول مجموعة بريكس التي تضم روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب افريقيا التي دعت خلال قمتها الأخيرة الى حل القضية سلميا دون أي تدخل أجنبي معتبراً أن المجتمعين في اسطنبول هم ليسوا أصدقاء للسوريين. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الإخوة / متصفحي موقع السبئي نت المحترمون
نحيطكم علماُ بان اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره.
مع تحيات "ادارة الموقع"