السبئي نت – باريس
كشف مصدر فرنسي مطلع لموقع فولتير الالكتروني عن خلافات حادة داخل أروقة الخارجية الفرنسية سببها فشل آلان جوبيه وزير الخارجية في دفع خياراته العدائية ضد سورية بعد إصراره على تبني وتسويق تقارير مزيفة حول الواقع السوري. ونقل الموقع عن موظف فرنسي عالي المستوى قوله: إن السفير الفرنسي في دمشق إيريك شوفالييه الذي تم استدعاؤه إلى باريس بعد إقفال سفارتها هاجم وزير خارجية بلاده أمام زملائه متهما إياه بتجاهل تقاريره وتزوير الاستنتاجات بهدف افتعال حرب في سورية. وبحسب الموقع فإن وزارة الخارجية تلقت تقارير في آذار 2011 حول ما يجري في مدينة درعا حيث أشارت إلى وجود بضع مظاهرات وإلى أن الوضع بدأ بالهدوء بعكس ما كانت تبثه قناتا الجزيرة القطرية وفرانس 24 الفرنسية اللتان كانتا توحيان بأن المدينة تشتعل لكن جوبيه الغاضب من هذه التقارير اتصل بالسفير الفرنسي مطالباً إياه بتعديل التقارير وإيراد حدوث قمعٍ دموي فيها وحينها قام السفير بإجراء اتصال ثلاثي بينه وبين وزير الخارجية الفرنسية وكاتب التقرير الذي ذهب إلى درعا ليؤكد للوزير ألا قمع دمويا في المدينة فهدد جوبيه السفير وانتهت المكالمة على هذا النحو. وقال الموقع إن مكتب جوبيه قام بعد ذلك مباشرة بالضغط على وكالة الصحافة الفرنسية كي تنشر أخباراً عاجلة تؤكد الصورة التي يريدها الوزير عن الوضع في درعا. وأشار الموقع إلى أن المواجهات لم تتوقف بين شوفالييه وجوبيه خلال الأشهر التي تلت بل تعددت حتى وقعت حادثة اختطاف المهندسين الإيرانيين ومقتل الصحفي جيل جاكييه في حمص وفي هذه المناسبة تلقى السفير الفرنسي الأمر بإخراج عملاء الاستخبارات الفرنسية العاملين تحت غطاء الصحافة من سورية حينها أدرك شوفالييه خطورة العملية السرية التي يديرها جوبيه. ولفت الموقع إلى أن بعض التقارير التي أرسلها السفير شوفالييه تمّ إهمالها أو تجاهلها وأن هذا الأخير أرسل إلى وزارة الخارجية الفرنسية تقارير بعض نظرائه التي تؤكد أن سورية ليست في دوامة المظاهرات والقمع بل تعاني من محاولة بعض المجموعات العسكرية الآتية من الخارج الإخلال بالنظام والأمن. وأوضح الموقع نقلا عن المصدر الفرنسي أن شوفالييه طالب بعد وصوله إلى باريس مباشرة بإجراء تحقيق داخلي لكشف تورط وزير خارجية بلاده. وقال الموقع نقلا عن الموظف الفرنسي الرفيع إن جوبيه الذي حافظ بصفته وزير دفاع سابق على علاقات وثيقة مع المؤسسة العسكرية من خلال عملاء أوفياء داخلها وقع أيضا في خلافات مع زملائه في وزارتي الداخلية والدفاع على خلفية التطورات. ولفت الموقع إلى أن هناك خلافات أيضا بين جوبيه ورئيس الأركان في الجيش الفرنسي إدوارد غيو الذي لم يقدر ما قام به جوبيه حين كان وزيراً للدفاع من خلال تخطيطه المسبق للهجوم على ليبيا إضافة إلى العلاقة السيئة بين جوبيه وكلود غيان رئيس الأمانة العامة لقصر الإليزيه فالجميع يعلم أنه وبسبب غروره المبالغ به فرض جوبيه شرطاً للمشاركة في الحكومة وهو أن يغادر غيان مركزه في الأمانة العامة لقصر الإليزيه لأنه لا يريد أن يتحدث إليه. وختم مقال الموقع بالقول إن جوبيه يجد نفسه معزولاً في فرنسا ومحروماً من الوسائل الضرورية للاستمرار في سياسته إلا في حال قام الرئيس نيكولا ساركوزي بدفع عجلة الحرب في محاولة لرفع نسبة الأصوات التي يمكن أن يحصل عليها في استطلاعات الرأي. معلومات وتقارير تشير إلى أن الاندفاع الفرنسي المحموم إلى قيادة الحملة الغربية الشرسة على سورية الدولة والشعب وتبني مواقف غارقة في التطرف والعدائية ضدهما يترنح متراجعا ويستعد لإعلان فشله وهزيمته بعد أن اختار لمعركته معاداة الواقع والحقيقة وإتباع الأوهام. فجوبيه توقع منذ زمن بعيد أن أيام الدولة السورية باتت معدودة قبل السقوط لكن الواقع اليوم يشير إلى أن الدولة باقية في سورية فيما هو يحصي بمرارة خسائره السياسية مع بقاء أيام معدودات له لترك منصبه كوزير خارجية. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الإخوة / متصفحي موقع السبئي نت المحترمون
نحيطكم علماُ بان اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره.
مع تحيات "ادارة الموقع"