برعاية السيد الرئيس بشار الأسد بدأت صباح اليوم فعاليات مؤتمر علماء بلاد الشام لنصرة القدس (الأقصى صرخة حق في وجدان الأمة) الذي تقيمه وزارة الأوقاف بالتعاون مع تجمع العلماء المسلمين في لبنان بمشاركة علماء من سورية والأردن وفلسطين ولبنان وذلك في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.
ويناقش المؤتمر في جلسته الأولى بعنوان (القدس والمسجد الأقصى) محاور القدس قضية الأمة الاسلامية ومسؤوليتها وقضية القدس في ميزان القوانين والأعراف الدولية ودور علماء الأمة في نصرة القدس ودور سورية المقاوم والممانع في الدفاع عن القدس والأراضي العربية المحتلة اضافة إلى تهويد القدس والانتهاكات الصهيونية للمسجد الأقصى والمقدسات.
وتناقش الجلسة الثانية (دور علماء بلاد الشام في هذه المرحلة) ومحاورها أبعاد المؤامرة التي تتعرض لها سورية ومحاولة النيل من مواقفها الوطنية والقومية ودور الفكر التكفيري والفتاوى التحريضية والطائفية وخطرها على وحدة الأمة وتوحيد جهود علماء بلاد الشام في مكافحة التطرف والطائفية والتحديات التي تهدد وحدة الأمة وسبل مواجهتها من علماء بلاد الشام إضافة إلى مسؤولية علماء بلاد الشام لمواجهة المؤامرة على سورية فيما خصصت الجلسة الثالثة لإصدار البيان الختامي والتوصيات.
العلامة البوطي: تحرير القدس واجب مقدس ومهما طال أمد اغتصابها فإن ملكية الأوطان لا تسقط بالتقادم والاحتلال لا يقلب لامتلاك
وأكد العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي أنه مهما طال أمد اغتصاب واحتلال مدينة القدس فإن ملكية الأوطان لا تسقط بالتقادم والاحتلال لا يحيل الباطل إلى حق ولا يقلب الاحتلال إلى امتلاك.
وقال العلامة البوطي إنه من الحقائق التي يجب أن يعلمها كل مسلم عربيا كان أو أعجميا وأن يعلمها كل عربي مسلما كان أو مسيحيا أن مدينة القدس التي تقدست بمسجدها الأقصى أقدس أجزاء وطنه الذي يعيش في ربوعه والذي يفديه بحياته بعد مثوى رسول الله والبيت الحرام أنه مهما طال زمن اغتصابها وامتد أمد العدوان عليها ومهما تكاثر جنود الباطل الذين يؤيدون الاغتصاب ويقرون العدوان ويتجاهلون الحق وأصحابه فإن ملكية الأوطان لا تسقط بالتقادم كما إن تطاول أمد الاغتصاب لا يحيل الباطل إلى حق ولا يقلب العدوان إلى امتلاك.
وأضاف العلامة البوطي أن التاريخ يقول إن القدس بما حولها حررت من الاحتلال الروماني الذي ظل جاثما على صدرها لعدة قرون وعادت حقا شرعيا لأهلها وذويها من مسلمين ومسيحيين ويهود عن طريق الفتح الإسلامي وتفيأ الكل ظلال الدولة الإسلامية التي ضربت المثل الأسمى للعالم كله في العمل على إسعاد رعاياها كلهم من خلال الاحتكام إلى ميزان العدالة الإسلامية التامة التي ظلت متسامية على فوارق الدين والمذهب واللون واللغة وقد ظلت لهفتها على جميع مواطنيها كلهفة الأم الرؤوم على أولادها دون أي تفريق تلك هي الدولة الإسلامية الخاضعة لسلطان الحق والعدل.
ولفت العلامة البوطي إلى أنه في عهد القرصنة الدولية استلب الحق من أصحابه خلال ظلام ليل داكن من المؤامرة ذات الخيوط البريطانية المعروفة حيث هدمت دعائم حق شرعي قانوني فوق أرض فلسطين وأقيم في مكانه كيان إسرائيلي غاصب له أن يتمتع برغائب لا حدود لها وأن يستهيم في سبيلها بكل ما هو مرسوم من القوانين والقيم الدولية والإنسانية بل أن يمضي و يدوس عليها كما يشاء وفي ظل هذه الصلاحية التي يمتلكها احتل كل ما طاب له أن يحتله من البقاع وفي مقدمتها القدس وراح يبني ما يشاء من المستوطنات لمن يستقدمهم إليها من أطراف العالم وراح يبنيها على أطلال بيوت استحلها فهدمها وطرد سكانها وأصحابها الشرعيين بكل ما شاء من وسائل الإرهاب و القتل وأنواع البطش.
وأكد العلامة البوطي أن العدو الإسرائيلي مازال يمارس إجرامه هذا دون توقف وإنه ماض في ترسيخ المزيد من أقدامه على القدس التي احتلها راميا بذلك حق الأمة وصرخة القانون الدولي وراء ظهره بل تحت أقدامه أيضا إن اقتضى الأمر.
وأشار العلامة البوطي إلى أن الشريعة الإسلامية توجب على المسلمين جميعا رد أي عدوان يتجه إلى بقعة ما من ديار الإسلام كما يجب عليهم جميعا العمل بكل السبل على استنقاذ المغصوب منها وإعادة الحق إلى أصحابه مؤكدا أن هذا الواجب منوط بالأمتين العربية والإسلامية جمعاء حتى تحرير القدس المقدسة.
وقال العلامة البوطي .. غير أنه من المؤسف والمؤلم أن الشعور بهذه المسؤولية التي أناطها الله بأعناقنا جميعا قد انحسر عن بال أكثر المسلمين ولا سيما أولئك الذين تفصلهم عن القدس ومأساتها وهاد وجبال وآماد ثم ازداد الشعور بذلك تقلصا حتى كاد ينحصر في أفكار وأفئدة أصحاب النكبة أنفسهم أولئك الذين هجروا من ديارهم وحرموا من ممتلكاتهم دون أن يقف معهم على أرض المقاومة والمعاهدة على وحدة المصير إلا جيران لهم عاهدوا الله على الوفاء ونصرة الشقيق حتى وإن غدت الأرواح هي القيمة التي لا بد من بذلها للوفاء واستحصال الحق ولقد كان في قضاء الله أن يكون هذا الجار الوفي هو سورية وقد نظرنا فوجدنا إخوة لنا كانوا من أعز أصحاب الديار المغصوبة استقامة على النهج قد أدركهم اليوم ما صرفهم عن النهج وأنساهم خطورة الميثاق.
وختم العلامة البوطي كلمته بالقول .. لقد فرغت منذ أيام من قراءة كتاب عنوانه قطر وإسرائيل ملف العلاقات السرية لمؤلفه سامي رفائيل أول ناسج للدبلوماسية الإسرائيلية الخليجية حيث عبر فيه عن آماله في تحقيق التطبيع بين إسرائيل والمنطقة بأسرها ومن ثم في هيمنة الشبكة الاقتصادية الإسرائيلية على مختلف أنشطة المنطقة في زمن قريب متسائلا أيهما الذي سيتغلب تفاؤلنا بأنشطة منظمة التعاون الإسلامي التي آلت إلى ذكرى عزيزة قد خلت أيامها وانطوت ولم يبق منها إلا عنوان أم أن آمال رفائيل بفضل قادة الخليج وأثريائهم الجواب نقرؤه في قول الله تعالى ((والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الإخوة / متصفحي موقع السبئي نت المحترمون
نحيطكم علماُ بان اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره.
مع تحيات "ادارة الموقع"