السبئي نت – نيويورك :
عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس جلسة للاستماع إلى تقرير مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية كوفي أنان دعا خلالها الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة إلى الوقوف دقيقة صمت احتراما لكل الضحايا الذين سقطوا في سورية بسبب الأحداث الجارية فيها الأمر الذي رفضه المندوب القطري ناصر عبد العزيز النصر رئيس الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة في موقف يعكس مخالفته لميثاق الجمعية وتبنيه لمواقف بلاده المعادية للشعب السوري. وأكد أنان في كلمة متلفزة أمام الجلسة ضرورة احترام سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها في أي حل سياسي تعددي ديمقراطي للأزمة في سورية لتحقيق طموحات ومطالب السوريين الذين سيرسمون مستقبلهم من خلال حوار سياسي شامل بين الحكومة السورية ومختلف أطراف المعارضة والمجتمع السوري كاملا. وأشار أنان في مداخلة له من جنيف إلى أن وقف العنف هو بداية مهمته إلى سورية مع التأكيد على ضرورة المضي إلى الأمام في العملية السياسية لتلبية طموحات الشعب السوري عبر حوار سياسي شامل بين الحكومة وكل أطياف المعارضة السورية من أجل الانتقال إلى نظام ديمقراطي سياسي تعددي. ولفت أنان إلى أن قبول الحكومة السورية لخطته ذات النقاط الست خطوة مهمة باتجاه التعاون لإيجاد عملية سورية شمولية لتحقيق مطالب الشعب السوري الشرعية حيث التزمت القيادة السورية بهذه النقطة وعينت وسيطا لمراقبة هذه العملية. وأكد أنان ضرورة وقف جميع الأطراف لكل أعمال العنف في سورية وأن القيادة السورية التزمت بوقف تحريك قواتها نحو المناطق السكانية وعدم استخدام المعدات العسكرية الثقيلة في المناطق السكنية وإبعاد التركيزات العسكرية منها موضحا أنه سيسعى للحصول على التزام من المعارضة لتحقيق الوقف الدائم للعنف المسلح الأمر الذي يتطلب آلية إشراف مناسبة. ولفت أنان إلى أن القيادة السورية التزمت بضمان توفير المساعدات الإنسانية لكل المناطق المتضررة من العنف إضافة إلى التزامها بتوفير إمكانية الوصول إلى الأماكن التي يحتجز فيها أشخاص على خلفية الأحداث الأخيرة دون تأخير وإطلاق سراحهم وإيصالهم إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر للاطلاع على أوضاعهم. وقال أنان.. إن وقف العنف هو أحد أهم النقاط في خطته للوصول إلى حل للأزمة في سورية وإن الحكومة السورية أكدت له قيامها بسحب القوات من ثلاث مناطق وهي إدلب والزبداني ودرعا إلى خارج المدن وأن المجموعات المسلحة ما زالت تهاجم وتتعرض للقوات الحكومية مشيرا إلى أن هناك خطوات للتحقق من ذلك في الأيام القادمة. وأضاف أنان.. يجب أن تتحرك كل الأطراف في 10 نيسان لوقف كل أشكال العنف من أجل الوصول إلى وقف كامل لأعمال العنف بعد 48 ساعة من هذا التاريخ داعيا الحكومة والمعارضة إلى إعطاء أوامر وتعليمات واضحة لكي تصل الرسالة إلى كل مكان. وتابع أنان.. إنني مستمر في حث الجميع على العمل لتطبيق كل جوانب الخطة فيما يتعلق بالمعتقلين والصحفيين وقد أعلمتني الحكومة السورية بأن هناك خطوات آتية في الطريق بما في ذلك إعطاء 21 تأشيرة دخول لصحفيين أوروبيين وروس وكوريين منذ 25 آذار كما أخطروني أيضا أن هناك خططا لإطلاق سراح المعتقلين وسيتم تطبيقها وفقا للخطة. وشدد أنان على ضرورة التنفيذ الكامل والعاجل للخطوات الست والعمل على دعم الجهود المستقلة على الصعيد الإغاثي والإنساني للمتضررين من أعمال العنف في سورية. ورأى أنان أن تضارب التقييمات على الأوضاع في الأرض إضافة لصعوبات ديمومة أي وقف للعنف يبرز أهمية مهمة الأمم المتحدة موضحا أن بعثة الأمم المتحدة التي تضم أعضاء من مراقبين يقودهم الجنرال روبرت مود وصلوا إلى سورية للقيام بأعمال بعثة فنية لترتيب مراقبة وقف أعمال العنف والتطبيق الكامل للخطة بنقاطها الست وفقا لما تم الاتفاق عليه مع القيادة السورية. وقال أنان.. إنه لا يمكن وقف العنف في سورية من خلال بعثة مراقبة تقليدية كما هو الحال من قبل لأن الوضع متغير باستمرار ولا توجد هناك خطوط واضحة لإطلاق النار ولا يمكن تدعيم السلام من دون عملية سياسية ذات مصداقية ومن هنا تبرز الحاجة إلى وجود أممي بتفويض مرن وسريع الحركة في عموم البلاد مع التأكيد على ضمان ذلك من جميع الأطراف على أن تتم عمليات المراقبة وتقييم الأوضاع على الأرض بشكل موضوعي. ودعا أنان الدول ذات القدرة والنفوذ إلى العمل من أجل إنهاء العنف ودعم تطبيق الخطة ذات النقاط الست بكل جوانبها موضحا إن وحدة صف المجتمع الدولي وراء الجهود المبذولة من قبله تعطي الفرصة الأفضل لإنهاء العنف ومساعدة سورية لتخطي الأزمة الراهنة نحو مستقبل آمن وسلمي. بدوره دعا بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في كلمة له خلال الجلسة جميع الاطراف الى دعم خطة أنان لحل الأزمة في سورية موضحا أن الأولوية الآن هي لوقف العنف وإراقة الدماء من قبل جميع الأطراف. وقال كي مون.. علينا أن نتحرك بسرعة على المسار السياسي لأن العنف لن ينتهي إلا بوجود أفق حل سياسي معربا عن أمله بالبدء بعملية سلمية حقيقية قريبا جدا.. وقال يجب إعطاء الأولية للترويج لعملية تقودها سورية ويكون فيها المستقبل لسورية الديمقراطية التي تراعي حقوق الجميع على قدم المساواة داعيا القيادة السورية للايفاء بالتزاماتها تجاه خطة أنان. وأكد كي مون أن مستقبل سورية يقرره الشعب السوري وأن من واجب المجتمع الدولي تقديم كل أشكال الدعم لخطة أنان مع المحافظة على سلامة وسيادة الأراضي السورية ومبادىء وميثاق الأمم المتحدة معتبرا أن الوضع في سورية مستمر بالتدهور رغم قبول الحكومة السورية لخطة أنان. ولفت كي مون إلى أن استمرار دعم الجمعية العامة لخطة أنان يبقى أمرا حاسما في هذه اللحظة الحرجة التي يعيشها الشعب السوري. وأشار كي مون إلى أن الأمم المتحدة بدأت بحشد جهود الإغاثة وقدمت مساعدات لأكثر من ألفي عائلة داخل سورية مؤكدا ضرورة الحفاظ على حيادية وسيادة العون الإغاثي. أنان يتوقع التزام الحكومة والمعارضة بوقف كامل لإطلاق النار وكان أنان توقع أن تلتزم الحكومة السورية والمعارضة بوقف كامل لاطلاق النار خلال 48 ساعة اعتبارا من العاشر من نيسان. ونقلت /ا ف ب/ عن المتحدث باسم انان أحمد فوزي قوله أمس: إننا نتوقع أن تنهي الحكومة السورية سحب قواتها من المدن في العاشر من نيسان واعتبارا من ذلك التاريخ تبدأ فترة الـ 48 ساعة التي سيحصل خلالها وقف كامل لجميع أشكال العنف من قبل جميع الأطراف بما يشمل الحكومة والمعارضة. وتابع المتحدث باسم انان.. ان سورية اعلنت بدء سحب قواتها من بعض المناطق كمدن درعا وإدلب والزبداني مضيفا أننا بصدد التثبت من هذه المعلومات. وأوضح فوزي ان بعثة المراقبين التي يقودها الجنرال النروجي روبرت مود التي ستصل الخميس إلى دمشق ستناقش مع السلطات السورية إجراءات انتشار محتمل للبعثة في اطار مهمة الامم المتحدة للإشراف والمراقبة. من جهة أخرى قال احمد فوزي إن أنان سيزور طهران في 11 نيسان دون أن يذكر اي معلومات اضافية حول هذه الزيارة ولا حول الشخصيات التي سيلتقيها في إيران. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الإخوة / متصفحي موقع السبئي نت المحترمون
نحيطكم علماُ بان اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره.
مع تحيات "ادارة الموقع"