وكالة السيئي للانباء

الثلاثاء، 13 مارس 2012

سفارات الأمريكية حول العالم.. ويكليكس يوثق مخالفاتها لاتفاقية فيينا

السبئي نت – دمشق:
بينما يتلخص دور سفارات أغلب بلدان العالم برعاية مصالح مواطنيها في الخارج ملتزمة حدود التبادل السياسي والأعراف الدبلوماسية المتبعة تنفرد سفارات الولايات المتحدة الأمريكية حول العالم بدور تجسسي تخريبي يخدم السياسة الاستعمارية الأمريكية المتمثلة بانتهاك سيادة الدول والتدخل في شؤونها الداخلية.
فمن تجنيد العملاء وجمع المعلومات الاستخباراتية إلى دعم الاضطرابات والفوضى مروراً بالتحريض والفتنة لإسقاط الحكومات الرافضة لهيمنتها تتوالى ممارسات تلك السفارات في مختلف الدول لتدل على أجندة موحدة ترسم عملها القائم على ادعاء الوصاية على الدول.
ورغم الفضائح التي لحقت بتلك السفارات بعد أن نشر موقع ويكليكس وثائق ومعلومات عن ممارساتها وتدخلاتها ودعمها لكل من يحقق مصالحها مازالت واشنطن تستخدمها في ممارسة الضغوط وإرسال التعليمات في سياق مساعيها المستمرة لتحقيق سيطرتها على العالم وجعل حكوماته تابعة لها.
ويرى مراقبون أن جميع السفارات الأمريكية في العالم تعد رمزاً لكل ما يخالف اتفاقية فيينا الملزمة لاحترام قوانين الدول المضيفة معتبرين أن فكرتها ليست مبنية أصلا على التواصل بين البلدان وأن تركيبتها تقوم على تبني نظام السيطرة الذي يمنحها الحق المزعوم بفرض املاءاتها.
ولعل منطقة الشرق الأوسط والبلدان العربية التي عانت من تدخلات الولايات المتحدة في شؤونها على مدى العقود الماضية تقدم عدة شواهد عن التجاوزات والأدوار المشبوهة التي قامت وتقوم بها تلك السفارات عبر أذرع متخصصة في مختلف المجالات لتسهيل الهيمنة على موارد الشعوب والتحكم وتحديد سياسات الحكومات وفق المصالح الأمريكية.
وإذا أردنا اختصار دور السفراء الأمريكيين المنتدبين حول العالم لابد أن نتذكر السفير الأمريكي السابق في لبنان جيفري فيلتمان الذي اعتبر نفسه مندوباً سامياً أثار الفتن وعمل على التحريض وعمق الشرخ بين مختلف الأحزاب والقوى اللبنانية بتدخله وإملاءاته وانحيازه لطرف يخدم مصالح بلاده ضد باقي الأطراف قبل أن يزرع الجواسيس والعملاء ويدعم الخلايا الاستخباراتية الأمر الذي أدى إلى انكشاف لبنان أمام أعدائه ومنع استقراره وأدخله في أزمات حكومية متتالية سهلت التدخل في شؤونه.
وكما التدخل العسكري ترى الولايات المتحدة أن التدخل المالي لا يقل أهمية في ترسيخ سلطتها على الدول وهو ما يفهم من عرض السفارة الأمريكية في القاهرة بدعم الحملات الانتخابية للأحزاب المصرية تحت مسميات تبني الرؤى الإصلاحية والتحديثية قبل الإعلان عن أن الهدف منها هو تقديم الدعم للقوى المؤثرة والصديقة لها وهو ما رفضه الشعب المصري الساعي للتحرر من السيطرة الأمريكية التي تعني حكماً التبعية لسياساتها.
ويرى مراقبون أن تاريخ السفارات الأمريكية في العالم يؤكد أن جميع الحوادث والمؤامرات على الشعوب والأنظمة الوطنية كانت تدار في الغرف السرية لمباني السفارات التي تلعب دوراً خطيراً في عقد الصفقات السياسية والاتصال بالشخصيات المعارضة وتمويل المؤتمرات المشبوهة وتحريك الشوارع ونشر الفوضى خدمة لأجنداتها في الضغط على كل من يخالف سياساتها أو يقف في وجهها.
وكنتيجة تلخص ما سبق فإن مطابخ المؤامرات الخارجية وأوكار التجسس الأمريكي على الدول وهي بعض التسميات التي تطلق على سفارات الولايات المتحدة ستبقى تقوم بمهامها السرية في نشر الفوضى وتمرير أجندات واشنطن في العالم التي باتت من خلال سفاراتها وسفرائها رمزاً لإرهاب الدولة وعنواناً له.
نديم رشيدي-سانا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الإخوة / متصفحي موقع السبئي نت المحترمون
نحيطكم علماُ بان اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره.
مع تحيات "ادارة الموقع"