السبئي نت – القاهرة
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعم بلاده لتبني منهج مشترك لحل الازمة السورية بشرط عدم تمويل المعارضة وتسليحها والعمل على وقف العنف من قبل جميع الأطراف وتقديم المساعدات الإنسانية وبدء الحوار السياسي بين الحكومة وجميع مجموعات المعارضة بقيادة سورية. وشدد الوزير الروسي في كلمة له أمام اجتماع المجلس الوزاري العربي في مقر الجامعة العربية بالقاهرة اليوم على أن رؤية روسيا لحل الأزمة السورية تنطلق من التمسك بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومبادئ السيادة وعدم التدخل بشؤون الدول الداخلية داعيا جميع الأطراف الدولية الى الحذر في التعامل مع قضايا المنطقة. وقال لافروف.. نحن نراقب ما يجري في دول المنطقة باهتمام لانها صديقة لنا وما يحدث فيها له أثره على الأوضاع خارج المنطقة بما في ذلك الاستقرار والأمن الدوليان.. ونحن بالتأكيد نؤمن بان كل اللاعبين الأجانب أو الخارجيين يجب أن يكونوا حذرين في التعامل مع المشاكل التي تواجهها المنطقة العربية وأن يحرص الجميع على التمسك بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ومبادئ الاحترام للسيادات وعدم التدخل بشؤون الدول الداخلية وخاصة التدخل العسكري بشكل يخالف مبادئ الأمم المتحدة. وأضاف لافروف.. إن روسيا لم تخض أي حروب استعمارية في المنطقة وهي تدعم حقوق الشعوب والإنسان في العالم العربي من اجل الاستقلال والحرية لافتاً إلى أن العلاقات الاقتصادية الروسية العربية للأسف لا تقارن مع المصالح الاقتصادية التي يملكها لاعبون دوليون آخرون في الدول العربية وإنه لا توجد مصالح أنانية وراء موقف موسكو من قضايا المنطقة حيث حاولت مراراً دعم الحل المباشر للازمة في سورية عبر دعم خطة العمل العربية التي تم تبنيها في السادس من تشرين الثاني الماضي معرباً عن أسف بلاده لعدم استمرار عمل بعثة المراقبين العرب التي كان لها أثر في بسط الاستقرار في سورية. وجدد لافروف التأكيد على أن السياسة الروسية تقوم على حماية القانون الدولي وليس على حماية الأنظمة معتبراً أن المهمة الأولية في سورية هي إنهاء العنف بغض النظر عن مصدره والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى من يحتاجها بطريقة حرة وسريعة داعياً إلى عدم الاستمرار في النقاش حول الجهة الملامة وترك ذلك للمستقبل لتقوم المؤسسات الدولية المعنية بتحديدها لاحقاً. وطالب الوزير الروسي جميع الجهات المعنية بحل الأزمة السورية بممارسة نفوذها على الأطراف المرتبطة معها لوقف العنف في سورية مؤكداً ضرورة إيجاد آلية رصد مستقلة لمراقبة التزام جميع الأطراف بإنهاء العنف حتى يمكن إيصال المساعدات الإنسانية إلى الجميع في ظل مظلة الأمم المتحدة. وجدد الوزير الروسي ترحيب بلاده بتعيين كوفي انان كمبعوث مشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سورية موضحاً أنه التقاه يوم أمس ولمس لديه حرصاً تاماً على التواصل مع جميع المعنيين لإيجاد أرضية مشتركة تخلق الظروف للبدء بالحوار بقيادة سورية كما رحب بمهمة فاليري اموس وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والتي تحتاج إلى المزيد من التنظيم والترتيب مع الحكومة السورية التي ندعوها إلى الموافقة على الآلية الكاملة لتقديم المساعدات الإنسانية بأسرع وقت ممكن. وقال لافروف.. إننا نؤيد خطة العمل العربية الصادرة في السادس من تشرين الثاني الماضي.. ونحن وبعض شركائنا في مجلس الأمن لم نفهم طبيعة التسريع في التصويت من بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي في الرابع من شباط الماضي وهناك اعتبارات لم نتفهمها ولم تكن تنم عن إجماع ولذلك لم نكن جاهزين لقبول ما أتى به مجلس الأمن الدولي ناهيك عن وجود مشاريع أخرى بديلة. وأشار لافروف إلى أن المشكلة الكبيرة في مشروع قرار مجلس الأمن تمثلت في مطالبة الحكومة السورية بالقيام بكل شيء رغم أنه دعا إلى وقف العنف بغض النظر عن مصدره في حين كنا ندعو مجلس الأمن أن يطلب من المجموعات المسلحة الانسحاب بالتزامن مع قيام الوحدات العسكرية الحكومية بذات الشيء وإخلاء المدن والبلدات السورية من كل من يحمل السلاح. وقال لافروف.. إن منهج مشروع القرار الذي طالب بسحب القوات الحكومية أولا على أن تنسحب المجموعات المسلحة لاحقا لم يكن واقعياً ولذلك فان مشروع القرار آنذاك لم يحظ بفرصة القبول حيث إن هذه الطريقة ليست قابلة للاتفاق ولا تشكل منهجا للعمل بين الجميع. واشترط لافروف التعبير عن عدم الرغبة في دعم المجموعات المعارضة المسلحة لقبول المناقشة التي تمت بين الدول دائمة العضوية والمغرب قبل بضعة أيام في مجلس الأمن الدولي لضمان ألا يكون هناك قتال في المدن والبلدات وعندها فإن مشروع القرار المطروح على الطاولة يحظى بفرص كبيرة للموافقة. وقال لافروف.. نحن ندعم المنهج الذي تسوقه الحاجات الملحة بوقف العنف وتقديم المساعدات الإنسانية وبدء حوار داخلي شامل حول إصلاح النظام السياسي في البلاد جذرياً وأن تكون العملية بقيادة سورية بين الحكومة وكل مجموعات المعارضة موضحاً أن روسيا لم تفهم المنطق الذي تم اعتماده في مؤتمر "أصدقاء سورية" في تونس لأنه لم يتم تمثيل الحكومة في المؤتمر ناهيك عن أن تمثيل السوريين اقتصر على مجموعة واحدة من المعارضة. وأعرب الوزير الروسي عن قلق بلاده من إقحام اسم إيران في جميع النقاشات الدائرة حول سورية والتي يراد منها إعطاء صبغة طائفية للأزمة في المنطقة معبراً عن اهتمام بلاده بكل ما يجري في العالم الإسلامي لما له من تأثير على دول كثيرة يعيش فيها المسلمون كما يهدد حقوق ومستقبل الأقليات في المنطقة. وقال لافروف.. إن روسيا قامت بتطوير تقاليد متينة للتعاون مع الجامعة العربية استنادا إلى التقييم المستمر لعلاقاتها بالدول العربية التي تتصف بالإلحاح أكثر من ذي قبل نظرا إلى التحول الجاري في المنطقة. وأعرب لافروف عن دعم بلاده لتطلعات الشعوب في الدول العربية لحياة أفضل في الديمقراطية والاصلاح منطلقة في ذلك من تجارب الشعب الروسي الأصيل الذي يتمتع بكل حقوقه وحرياته في ظل دولة مؤسسية بعد أن اكتفى من الثورات خلال عقود طويلة كان ثمنها خسارة الملايين من الأرواح والعناء والدمار ولذلك لا تريد لهذه التجربة أن تتكرر في أي بلد آخر مشيراً إلى استعداد روسيا للعمل مع الذين يدعون إلى الإصلاح والبناء ويرفضون التدمير إذ ان أهم ما يجب أن تحافظ عليه الشعوب العربية الآن هو الإخلاص للشعارات التي تطرحها واحترام حقوق الإنسان وحقوق الأقليات والتسامح. ورأى لافروف أن الوضع المضطرب في المنطقة لا يبرر تهميش القضية الفلسطينية ويجب ألا تغيب عن أنظارنا في ظل التطورات في المنطقة داعيا الرباعية الدولية التي من المقرر أن تجتمع بعد غد الى عمل مشترك منسق وحكيم لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي. وأعرب الوزير الروسي عن استعداد بلاده لدعم السلطات الليبية الحالية لبسط الاستقرار ومواجهة التحديات مؤكداً أهمية الحفاظ على وحدة التراب الليبي وضمان ألا تؤدي التطورات الجارية في ليبيا وخاصة استمرار تهريب الأسلحة الى خارج ليبيا لزعزعة الاستقرار في هذه المنطقة التي تعتبر مهمة لاستقرار العالم كله. وساق مختطفو الجامعة العربية جملة من الافتراءات والأضاليل حول حقيقة الوضع في سورية وصلت إلى درجة إنكار وجود مجموعات إرهابية مسلحة في سورية معتمدين في ذلك على قنواتهم الإعلامية الشريكة في سفك الدم السوري. فقد واصل حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر المهمة الموكلة إليه من قبل عواصم الاستعمار حيث حاول من خلال كلامه المسموم محاصرة المساعي الروسية المستمرة لحل الأزمة السورية عبر الحوار معتبراً أن وقف العنف ليس ضرورياً الآن وأن الجهود يجب أن تنصب على إرسال قوات عربية ودولية إلى سورية متناسيا مئات التقارير الاستخباراتية والإعلامية التي تؤكد أن بلاده منخرطة في تسليح مجموعات إرهابية متشددة لقتل السوريين وإسقاط دولتهم وتدمير مؤسساتهم. ووصل الأمر بالوزير القطري إلى درجة إنكار وجود مجموعات مسلحة في سورية وجدد دعوته التي سبق أن وجهها لتسليح المعارضة السورية وتقديم المساعدات الانسانية متناسيا أن الجامعة العربية التي اختطفها مع مشايخ الخليج هي من فرضت عقوبات ظالمة أضرت بجميع فئات الشعب السوري وأن أذرعه ومرتزقته الإرهابية المسلحة هي المسؤولة عن تدمير بنى ومؤسسات الدولة السورية الأمر الذي أكده تقرير بعثة المراقبين العرب الذي وضعه وأطراف المؤامرة على سورية في إدراج الجامعة العربية لأنه كشف إرهاب المجموعات الإرهابية المسلحة واستهدافها للسوريين ومعيشتهم ومؤسساتهم. وكرر الوزير القطري إملاء خططه على سورية وشعبها الصامد في وجه العدوان معتبراً أن تطبيق قرارات المجلس الوزاري العربي التي صاغها مع الموساد الإسرائيلي والسفير الأمريكي لدى إسرائيل وضباط سعوديين خلال اجتماع تآمري عقد في مستوطنة نتانيا في الأراضي الفلسطينية المحتلة هي الحل الوحيد للخروج من الأزمة السورية. واستعرض الوزير القطري المتخندق مع أعداء سورية نجاحاته التي حققها في سياق العدوان على سورية من خلال إصدار بيانات وقرارات تآمرية خلال 12 اجتماعاً وزارياً لمجلس الجامعة إضافة إلى تحويل المنظمات والمؤسسات الدولية ولاسيما الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى منصة لدعم المجموعات الإرهابية المسلحة. من جانبه حرص وزير الخارجية السعودي على الوفاء لأسياده في الغرب معتبراً أن جميع المساعي السلمية وطرق الحل عبر الحوار فشلت ما يبشر السوريين بحلول رحيمة على طريقة حلف الناتو وعواصم الاستعمار القديم الجديد. سليل الأسر المالكة تناسى دعواته السابقة لتسليح الإرهابيين في سورية وقفز فوق مطالب شعبه في الحرية والديمقراطية ليلقي التهم جزافاً على الدول الصديقة للشعب السوري التي حسب زعمه عطلت الجهود الدولية لإنقاذ سورية وعليها تحمل المسؤولية الأخلاقية والإنسانية ليبرر عجزه عن تنفيذ المهمة الموكلة اليه في العدوان على سورية. ودون أن يقرر ذلك اقترب شيخ النفط من الواقع مرة واحدة عندما وصف القرارات التي شارك في صياغتها واعدادها لاستهداف سورية بأنها جوفاء ومتخاذلة ملخصاً آخر أمنياته بان تنحاز روسيا بسرعة إلى الموقف الذي يتبناه لتنسجم مع تاريخها في دعم القضايا العربية متجاهلا تباهيه في مرات سابقة بدعم مملكته للحركات الارهابية التي كانت تواجهها الدولة الروسية في الشيشان ودول البلقان. ولم يفت الأمير السعودي أن يجدد دعم بلاده للمعارضة المسلحة في سورية والتي تضم في صفوفها حسب تقارير استخباراتية وإعلامية دولية عناصر من تنظيم القاعدة مطالباً الحكومة السورية بوقف إطلاق النار على الإرهاب وداعياً جميع دول العالم إلى التواصل مع المسلحين ودعمهم ليتمكنوا من القيام بعملهم الأمر الذي يحمله مسؤولية سفك الدم السوري. من جهته ادعى أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي في كلمته أن الجامعة عملت طوال الفترة الماضية على إيجاد حل سياسي للأزمة السورية زاعماً حرصها على وحدة سورية وسلامتها الوطنية متناسياً دور جامعته في تدويل الأزمة السورية عبر الطلب من مجلس الأمن إصدار قرار دولي يهدف الى التدخل الخارجي بشؤون سورية الداخلية ودعم المجموعات الإرهابية المسلحة التي أطلق عليها مسميات مضللة للرأي العام "كالجيش الحر" وغيره. وحاضر العربي أمام المجتمعين باسم الشعب السوري بينما لسان حال السوريين وفي كل الساحات يشجب تدخل تلك الجامعة السافر بشؤون سورية وعملها الدؤوب لخدمة أعداء الأمة العربية وعلى رأسهم إسرائيل والدول الغربية. وانضم وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح إلى جوقة المزاودين على سورية والداعين للتدخل بشؤونها الداخلية متجاهلاً دور الجيش العربي السوري وحضوره التاريخي في دعم استقلال الكويت والحفاظ على سيادتها. وبدا الأمير الآخر حافظاً لدرسه التآمري في أول جلسة يقود فيها عمل الجامعة المختطفة نفطياً فلم يكد يترك لسابقيه في استهداف سورية ما يقولونه إذ أعاد على أسماع الحاضرين المطالبة بتنفيذ الأجندات التي رسمتها القوى الشريكة في سفك الدم السوري.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الإخوة / متصفحي موقع السبئي نت المحترمون
نحيطكم علماُ بان اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره.
مع تحيات "ادارة الموقع"