وكالة السيئي للانباء

الجمعة، 4 فبراير 2011

المتظاهرون المصريون يرفعون الدعاء في صلاة الجمعة من أجل رحيل مبارك وتهتف برحيل مبارك أثناء وجود وزير الدفاع في ميدان التحرير

السبئي نت – القاهرة (رويترز) -أدى عشرات الالاف من المصريين صلاة الجمعة بميدان التحرير في القاهرة يوم الجمعة رافعين الدعاء من أجل نهاية فورية لحكم الرئيس حسني مبارك المستمر منذ 30 عاما املين أن ينضم اليهم مليون شخص اخرين فيما يصفوه "بجمعة الرحيل".
وهتف المصلون "أخرج .. أخرج" بعد الصلاة التي استمعوا خلالها الى الامام يثني على "ثورة الشباب".
وفي الوقت نفسه تواصل الولايات المتحدة حليفة مبارك (82 عاما) محاولات من وراء الستار حتى يسلم السلطة.
وفي حديث مع شبكة (ايه.بي.سي) يوم الخميس بعد ان قتلت أعمال العنف عشرة مصريين على الاقل في القاهرة قال مبارك انه يعتقد ان بلاده مازالت في حاجة اليه.
وقال مبارك انه اذا تنحى عن السلطة الان فان مصر ستغرق في حالة من الفوضى ويسيطر عليها الاخوان المسلمون.
واضاف في المقابلة التي أجرتها معه المذيعة كريستيان امانبور بشبكة (ايه.بي.سي) التلفزيونية انه فاض به الكيل بعد 62 عاما في الخدمة العامة وانه يريد ان يرحل لكنه اذا تنحى الان ستحدث فوضى.
وأثنى الزعيم الايراني الاعلى علي خامنئي على ما وصفه بأنه "حركة تحرير اسلامية" في أنحاء العالم الاسلامي وحث الجيش المصري على " التركيز على العدو الصهيوني".
ومما لا شك فيه أن كلمات خامنئي من شأنها أن تؤجج مخاوف الغرب واسرائيل من احتمال صعود الاخوان المسلمين الى السلطة في مصر أكثر الدول العربية سكانا.
وفي القاهرة ردد معا محتجون من أصحاب التوجهات العلمانية والدينية هتاف "الله أكبر".
وساد مناخ احتفالي في ميدان التحرير الذي كان مركز الاحتجاجات والمصادمات العنيفة بين المعارضين لمبارك والمؤيدين له في اليومين الماضيين وتولى جنود الجيش حفظ النظام وزار المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع المكان وتبادل الحديث مع جنوده.
وهتف المحتجون "النهارده اخر يوم" بينما كانت أغنيات شعبية تعلو من مكبرات الصوت منها "مصر اليوم في عيد" وطافت طائرات هليكوبتر عسكرية في الجو فوق الميدان ووقفت سيارات الاسعاف على مقربة.

وحمل محتجون لافتة كتبت بالانجليزية بثتها شبكات التلفزيون الفضائية تقول "انتهت اللعبة".

وانتشرت قوات الجيش بأعداد أكبر مما شهدته الايام الماضية ووضعت أسلاكا شائكة بعرض بعض الشوارع ونصبت نقاطا للتفتيش لابطاء قدرة الناس على الوصول الى الميدان. وتمسك قادة المحتجين بالامل في خروج مليون شخص الى الشوارع بعد انتهاء صلاة الجمعة في المساجد بأنحاء مصر.

وسعت جماعة الاخوان المسلمين المحظورة منذ وقت طويل الى تهدئة المخاوف الغربية والاسرائيلية بخصوص وصولها الى السلطة من خلال انتخابات حرة. وقالت الجماعة يوم الجمعة انها لا تطمع في الرئاسة بعد يوم من تصريح عمر سليمان نائب الرئيس بأن الاخوان مدعوين للمشاركة في الحوار الوطني.

ويقول البعض في اسرائيل والغرب ان الثورة الاسلامية الايرانية التي أطاحت بالشاه الذي دعمته الولايات المتحدة عام 1979 ربما تكون نموذجا تحتذيه مصر.

وأثنى خامنئي على الذين نجحوا في تحقيق تغييرات كبيرة في تونس ومصر ضد أنظمة للحكم الشمولي.

وقال الزعيم الايراني للمصلين في خطبة الجمعة بطهران "صحوة شعب مصر المسلم هي حركة تحرير اسلامية وانا باسم الحكومة الايرانية أحيي الشعب المصري والشعب التونسي."

ووصف الزعيم الاعلى الايراني الشيعي نفسه بأنه "اخ في الدين" للشعب العربي السني في معظمه.

ودعا الجيش المصري الى دعم المحتجين "وتركيز انظاره على العدو الصهيوني" في اشارة الى اسرائيل.

وكانت معاهدة السلام التي أبرمتها مصر مع اسرائيل عام 1979 ركيزة رئيسية للسياسة الدولة العبرية الامنية.

ويأمل المحتجون الذين ينتمون الى مختلف أطياف المجتمع في مصر التي يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة أن يحشدوا عددا يضاهي عدد الذين خرجوا الى شوارع المدن المصرية يوم الثلاثاء الماضي.

وكان مبارك قد أعلن في مساء ذلك اليوم أنه لن يعيد ترشيح نفسه لمنصب الرئاسة بعد انتهاء ولايته الحالية في سبتمبر أيلول.

ورغم ان كثيرين من المصريين يقولون أن ذلك يكفي املين في عودة الحياة في البلاد الى طبيعتها وانتهاء الاضطرابات التي بدأت يوم 25 يناير كانون الثاني يريد كثيرون اخرون رحيله عن السلطة فورا.

ورغم أن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين لم يصلوا الى حد مطالبة مبارك بترك السلطة فورا فقد حثوه على بدء عملية لنقل السلطة الان واجراء انتخابات.

وتوازن القوات المسلحة التي تضطلع بدور حيوي في مصر بين خياراتها فيما يبدو وسمحت للمحتجين بأن يقولوا كلمتهم على نحو لم تعرفه مصر من قبل. لكنها لم تتحرك ضد مبارك على نحو مباشر وسمحت لموالين للرئيس المصري بمهاجمة المحتجين في ميدان التحرير في وقت سابق هذا الاسبوع.

وقال مسؤول امريكي طلب عدم نشر اسمه يوم الخميس ان ادارة الرئيس باراك أوباما تناقش مع المسؤولين المصريين عدة سيناريوهات من بينها استقالة الرئيس المصري على الفور.

وأضاف "هذا أحد السيناريوهات. هناك عدد من السيناريوهات. من الخطأ القول اننا ناقشنا (سيناريو) واحدا فقط مع المصريين."

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين ودبلوماسيين عرب قولهم ان واشنطن تناقش خطة ليسلم مبارك السلطة لحكومة انتقالية برئاسة عمر سليمان نائب الرئيس وبمساندة الجيش المصري.

لكن الصحيفة نقلت أيضا عن مسؤول مصري كبير قوله ان الدستور لا يسمح بذلك. واستطرد "هذا ردي الفني اما ردي السياسي فهو أن عليهم أن يهتموا بشؤونهم الخاصة."

ولمح سليمان أيضا الى ضيقه من التدخل الامريكي خلال حديث تلفزيوني يوم الخميس وقال ان هناك أساليب غريبة تدخلت بها دول أجنبية من خلال تصريحات صحفية وبيانات وقال ان هذا كان غريبا جدا نظرا "لعلاقات الصداقة بيننا وبينهم".

ورفض كثير من المحتجين أن يكون سليمان بديلا.

وقال عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية الذي شغل من قبل منصب وزير الخارجية في الحكومة المصرية انه يعتقد أن مبارك سيبقى حتى موعد انتخابات الرئاسة في سبتمبر أيلول. لكنه أضاف في حذر أن ثمة أمور غير عادية تجري وثمة فوضى وأن مبارك ربما يتخذ قرارا مختلفا.

وقال موسى الذي اعتبره البعض مرشحا محتملا للرئاسة في تصريحات لاذاعة أوروبا 1 الفرنسية انه ربما يفكر في ترشيح نفسه.

وتشير تقديرات الامم المتحدة الى أن 300 شخص قتلوا خلال الاضطرابات في مصر التي استلهمت الى حد ما الاحتجاجات التي شهدتها تونس والتي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي الشهر الماضي وامتدت منذ ذلك الحين الى أنحاء أخرى في الشرق الاوسط.





وكانت هتف متظاهرون برحيل الرئيس المصري حسني مبارك أثناء أول زيارة يقوم بها وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي لميدان التحرير بؤرة الاحتجاجات التي دخلت يومها الحادي عشر.




وردد المتظاهرون هتافات تؤكد إصرارهم على عدم ترك الميدان الى أن تلبى مطالبهم كاملة بينما تحدث طنطاوي مع جنوده عند المدخل الشمالي للميدان قرب المتحف المصري.


وطوق الجيش الميدان بالدبابات والمدرعات ونصب حواجز بالاسلاك الشائكة. وعند أحد مداخل الميدان سمح للمتظاهرين بالمرور من معبر ضيق مما أحدث تكدسا مع تدفق الحشود للانضمام للجمع.


وردد المحتجون عبارة "الشعب والجيش ايد واحدة" بعدما أعلن متظاهر عبر مكبر للصوت أن طنطاوي موجود في الميدان. وأطلق المتظاهرون على اليوم "جمعة الرحيل".


وأمضى عدد كبير من الحشد ليلته ساهرا في ميدان التحرير بينما نصب اخرون خياما أو ناموا على الارض رغم دعوات الجيش وعمر سليمان نائب الرئيس لفض الاعتصام والعودة الى المنازل قائلين ان مطالبهم استجيب لها.


وبدأ الجيش صباح يوم الجمعة في إزالة الحواجز التي وضعها المحتجون بعدما شن موالون للرئيس هجوما داميا على المتظاهرين قبل يومين مما أسفر عن مقتل عشرة على الاقل واصابة أكثر من 800 آخرين.


ودعا منظمو الاحتجاج المصريين للمجيء من كل صوب الى ميدان التحرير ومبنى الاذاعة والتلفزيون ومبنى البرلمان.


وأخذ عدد من المحتجين يفتشون الحقائب ويفحصون البطاقات الشخصية حتى لا يدخل موالون لمبارك المظاهرة وبدت الأجواء هادئة.


وقال عبد الحليم محمد علي وهو متظاهر يبلغ من العمر 62 عاما ويعمل مدرسا ومن الموالين للاخوان المسلمين "نريد الحرية.. كل الحرية ونرحب بأي شخص يقود حكومة انتقالية."


وقال شاهد ان موالين لمبارك منعوا سيارات على الطريق السريع بين القاهرة والاسكندرية من دخول العاصمة لمنع محتجين اخرين من المشاركة في المظاهرات.


وقال شهود في ميدان التحرير انه بعد الفجر بقليل تراجعت ست عربات للجيش المصري وبدأ الجنود في تفكيك حاجز عند الطرف الشمالي للميدان مما أثار مخاوف من تكرار هجوم يوم الاربعاء الذي شنه موالون لمبارك ألقوا قنابل حارقة وأوسعوا المحتجين ضربا بالعصي والالات الصلبة والحجارة.


وقال عمر المهدي البالغ من العمر 28 عاما وكان ممن ذهبوا للحديث مع ضباط من الجيش "جرى المحتجون للتحدث مع الجيش لكن ضابطا قال.. نحن نقف الى جانبكم لكن لدينا أوامر عليا بازالة كل الحواجز."


وقال المهدي "هذا سيفتح الطريق أمام البلطجية دون أي عائق."


وقال متظاهرون ان أسلاكا شائكة وضعت عند كل مداخل الميدان وعددها 12 مدخلا.


وذكر شعبان مينداوي (24 عاما) الذي دخل الميدان من شارع جانبي أن الجيش يعمل مع الشرطة على منع المواطنين من دخول ميدان التحرير منذ مساء أمس.


وقال "الجيش يصادر الغذاء والامدادات الطبية التي يحاول الناس ادخالها. الضباط يقولون للمتظاهرين ان بلطجية قد يهاجمونهم ويأخذون أموالهم."


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الإخوة / متصفحي موقع السبئي نت المحترمون
نحيطكم علماُ بان اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره.
مع تحيات "ادارة الموقع"