وكالة السيئي للانباء

الاثنين، 10 يناير 2011

الرئيس التركي يصل إلى صنعاء وحديث صحفي» بمناسبة زيارته التي بدأها عصر اليوم لليمن

السبئي نت – صنعاء:
وصل إلى صنعاء بعد عصر اليوم الرئيس التركي عبدالله جول على رأس وفد رفيع المستوى من الوزراء والمسؤولين ورجال الأعمال والمستثمرين في مستهل زيارة رسمية لليمن تستغرق عدة أيام تلبية للدعوة الموجهة إليه من الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الرئيس التركي عبد الله غُل في حديث لـ «26 سبتمبر» بمناسبة زيارته التي بدأت عصر اليوم لليمن



 الرئيس التركي عبد الله غُل في حديث لـ «26 سبتمبر» بمناسبة زيارته التي بدأت عصر اليوم لليمن
أكد الرئيس التركي عبدالله غل أهمية التعاون الإقليمي بين دول المنطقة لاسيما أن تركيا تربطها اتفاقيات شاملة للتكامل الاقتصادي مع سورية ولبنان والأردن وقال إن تركيا عقدت مع هذه الدول اتفاقيات للتجارة الحرة كما تم إلغاء شرط الحصول على تأشيرة دخول مسبقة للتنقل بين تركيا وهذه الدول.. وأضاف غل في حوار مع صحيفة 26 سبتمبر اليمنية نشرته اليوم الاثنين  بمناسبة زيارته التي بدأت عصر اليوم لليمن على رأس وفد رفيع المستوى من الوزراء والمسؤولين ورجال الأعمال والمستثمرين في مستهل زيارة رسمية لليمن تستغرق عدة أيام تلبية للدعوة الموجهة إليه من الرئيس اليمني علي عبدالله صالحاهناك الكثير من فرص الاستثمار والعمل بين كل هذه الدول مجتمعة، ولذلك فستعقد اجتماعات مستمرة مع هذه الدول بشكل ثنائي أو جماعي للوصول إلى الأهداف المتوخاة..ونأمل أن تنخرط الدول الشقيقة الأخرى في المنطقة إلى هذا الإطار..المهم أن لا يفهم هذا الأمر بأنه تجمع إقليمي بحت، فنحن لدينا أطر متعددة للتعاون الاقتصادي سواء في منظمة التعاون الاقتصادي التي تضم باكستان وإيران وأفغانستان وأذربيجان وجمهوريات أواسط آسيا ، كما أن تركيا من مؤسسي منظمة تعاون دول البحر الأسود التي تضم قسماً من هذه البلدان ودول البلقان والبلطيق.إن تركيا تسعى لأن تكون علاقاتها متوازنة وايجابية مع جميع دول المنطقة، وقد أكدنا مرارا أن علاقتنا مع منطقة ما لا تكون إطلاقا على حساب علاقتنا مع منطقة أخرى.

 فيما يلي نص الحديث :
-
بداية اسمحوا لنا أن نهنئكم بحلول العام الميلادي الجديد.. ما الذي تتمنونه لتركيا، لليمن، للمنطقة والعالم؟
-
لقد مر العالم في السنين السابقة بجملة من المصاعب تمثلت في الأزمة الاقتصادية والتغير المناخي والإرهاب والنزاعات في المنطقة. وإذ نستقبل العام 2011 نتمنى من أعماق قلوبنا أن يسود السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
ولكن التمنيات لا تكفي بطبيعة الحال، فعلينا مسؤوليات مشتركة للنهوض بواقعنا الاقتصادي والاجتماعي، وهذا ما نفعله في تركيا ونأمل أن يسود الأمن والاستقرار محل الصراعات والتجاذبات لكي تنعم الأجيال القادمة بالرفاه والعز.
ولليمن الشقيقة نتمنى كل الخير، فنحن نؤيد وحدة اليمن واستقراره وتقدمه الاقتصادي والاجتماعي لكي يحتل دوره البارز في المجتمع الدولي. فالجمهورية اليمنية تزخر بالمواهب والإمكانات ونرى أن هذه العناصر يجب أن تسخر للرقي والتقدم ورفعة الأجيال القادمة.
زيارة تاريخية
-
فخامة الرئيس، ماذا تنتظرون أن تحققه زيارتكم لليمن ومباحثاتكم مع فخامة الرئيس علي عبد الله صالح؟ وما هي طبيعة الموضوعات التي سوف تتصدر تلك المباحثات؟
-
بصراحة نحن نعتبرها زيارة تاريخية لكونها أول زيارة يقوم بها رئيس تركي لليمن ، كما نعتبرها   ردا على زيارة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح إلى تركيا ، ولذلك نوليها أهمية كبيرة حيث يرافقنا فيها وفد كبير جدا من الوزراء والمسئولين في الدولة والعلماء وأساتذة الجامعات بالإضافة إلى وفد كبير أيضا من رجال الأعمال والمستثمرين .
وبدون شك فإن الزيارة سوف تسهم في التقارب بين البلدين الشقيقين أكثر،كنوع من الاحترام لتاريخنا المشترك .
من ناحية أخرى فإن هذه الزيارات تفتح الطريق وآفاق التعاون لما فيه مصلحة الشعبين. وتذكرون أن زيارة أخي الرئيس علي عبد الله صالح لتركيا عام 2008 فتحت آفاقا للتعاون والتكامل وتوالت الزيارات بعد ذلك بين مسؤولي البلدين على أرفع المستويات وقامت اللجنة التركية-اليمنية الاقتصادية المشتركة بعقد لقاءات مثمرة.
لقد شهدت العلاقات في السنين الأخيرة انفتاحاً في مجال منع الازدواج الضريبي وتشجيع الاستثمار والنقل البري والتعاون الاقتصادي، وهناك ملفات كثيرة ينتظر أن تدرس خلال زيارتي لليمن الشقيق من تشجيع الاستثمار والتعاون الاقتصادي والعلمي وتقديم المساعدات.
تطوير العلاقات
-
العلاقات اليمنية- التركية متميزة وذات خصوصية تاريخية تمتد لمئات السنين ويغلب عليها الطابع الحضاري الإسلامي المشترك. ما أهمية هذا البعد على تطور هذه العلاقات في الحاضر والمستقبل؟ وما هي المجالات الجديدة التي ترون بأن على تلك العلاقات أن تهتم بها وتعطيها الأولوية؟
-
العلاقات التركية- اليمنية كما ذكرتم موغلة في القدم. والكل يعلم أن البلدين ينعمان بصداقة وعلاقة متميزة لم تشبها شائبة إطلاقا.وهناك إرادة سياسية تامة في البلدين لتطوير هذه العلاقات والارتقاء بها إلى أعلى المستويات. والبعد الحضاري والتاريخي مهم لشعب تركي ا أيضا فلا زالت الأجيال التركية تتغنى باليمن وبعلاقاتنا مع هذا البلد الهام
ونحن نرى ضرورة الارتقاء بهذه العلاقات لكي لا تبقى محصورة بمآثر الماضي والأفكار المشتركة، فاليمن مقبلة على إصلاحات اقتصادية وتشجيع للاستثمار ونرى أن الشركات التركية يجب أن تسهم فيها تحقيقا للفائدة المشتركة. ولذلك أردت أن يرافقني في هذه الزيارة وفد كبير من رجال الأعمال في تركيا من الذين يهتمون باليمن وتعريف الآخرين على الفرص المتاحة ودراسة إمكانات التعاون المشترك. كما أننا نسعى لبناء قاعدة أساسية للتعاون في المجال العلمي والجامعي وتدريب بعض الكوادر اليمنية في تركيا. جميع هذه الأمور ستكون مدار بحث مستفيض مع إخوتي أثناء زيارتي المرتقبة.
- هل نتوقع فخامة الرئيس إلغاء تأشيرات الدخول لمواطني البلدين ؟
-
نتمنى ذلك، فالدبلوماسيون يقومون حاليا بدراسة هذا الموضوع وإن شاء الله يتحقق .
ود متبادل
-الحضور والتأثير المتبادل بين اليمن وتركيا لم ينقطع حتى في أكثر الفترات تعقيداً في العلاقات  العربية- التركية. إلى ماذا ترجعون ذلك؟
-
هذا ما قصدته بالضبط. فالعلاقات التركية مع اليمن بالتحديد لم تشبها شائبة ولم يحصل اختلاف يذكر في النظرة إلى القضايا الإقليمية والدولية بين البلدين. وباعتقادي أن ذلك يرجع بشكل أساسي إلى الود المتبادل بين الشعب التركي وإخوتنا في اليمن لما يمثله هذا البلد في أذهان الأتراك من التطلعات المشتركة والمشاعر المشتركة التي تقاسموها. ولذلك ترون الأتراك يذكرون اليمن ومناطقها حتى ولو لم يكن لهم علم ببعض مناطق العالم العربي الأخرى.
الاستثمار في اليمن
-
يرافق فخامتكم كما ذكرتم وفد كبير من رجال المال والأعمال والمستثمرين الأتراك، هل يعني ذلك أن هناك توجها للانفتاح الاقتصادي والاستثماري على اليمن؟
-
بالتأكيد، لقد خططنا لأن تكون زيارتنا لليمن فرصة أكيدة لرجال الأعمال والمستثمرين الأتراك للتعرف على الفرص المتاحة والاستثمار في اليمن تحقيقا للمصلحة المشتركة. إن الاستقرار المالي والاقتصادي في أي بلد يؤدي بالضرورة إلى تقدم هذا البلد والالتفات إلى تطوير الاقتصاد بما يتناسب مع المناخ العالمي من الناحية الاقتصادية، كما يؤدي إلى انخراط جميع شرائح الشعب في نهضة البلد والحفاظ على استقراره وأمنه والابتعاد عن أساليب العنف والتركيز على الدراسات والأبحاث التي تؤدي إلى التنمية المستدامة. وإذا استطاعت تركيا من هذه الزاوية أن تخدم اليمن الشقيقة فهذا أمر يرضينا ويبعث فينا الأمل.
خطوات هامة
-
ما هي رؤية فخامتكم للتجربة الديمقراطية اليمنية وما أحرزته من نجاحات حتى الآن؟
-
إننا نتابع التطورات التي تحدث في اليمن عن كثب ونتمنى للخطوات الهامة في طريق الإصلاح الديمقراطي النجاح بما يضمن التفاف كامل الشعب حول الأهداف المشتركة التي تضع نصب عينها استقرار اليمن. لقد كانت التعديلات الدستورية الأخيرة ومنها زيادة المقاعد المخصصة للنساء مثلا هامة ومصيرية في هذا الاتجاه ونتمنى أن يكون النقاش حول جميع هذه المسائل بين أطياف الشعب اليمني مرتكزا على الحوار الحضاري البناء.
إن لليمن موقعاً متميزاً على الخارطة الدولية، ولذلك فإن أية خطوة تقوم بها اليمن للارتقاء بالمفاهيم الديمقراطية والإصلاح الاقتصادي تؤثر على استقرار المنطقة وتتيح للأجيال المقبلة العيش برخاء وعز ورفاه وهذا ما نتمناه لليمن من صميم أعماقنا.
استقرار وأمن المنطقة
-
برزت تركيا اليوم كقوة إقليمية لها دور محوري في العديد من قضايا المنطقة. كيف تنظرون إلى هذا الدور؟
-
نحن لا نسعى للعب دور معين، ولكننا نركز على إصلاح نظامنا الداخلي اقتصادياً وسياسياً وثقافياً. ونعلم أن استقرار البلد ينعكس على المناخ العام لدول المنطقة، كما أن الاستقرار والأمن في المنطقة برمتها سيعود بالرخاء والتقدم على بلدان المنطقة كافة. ولذلك ترى تركيا أن السلام والأمن والاستقرار يجب أن يسود في عموم المنطقة بحيث ننعم جميعا بالفرص التي تؤهلنا للرقي باقتصادنا وواقعنا الاجتماعي.
لذلك تسعى تركيا إلى مد يد المساعدة في نزع فتيل الأزمات قبل حدوثها إذا ما طلب منها ذلك. وقد أثبتت السياسة التركية الإيجابية في هذا المجال عن نجاح أدى للكثير من الدول أن تشيد بها وتطلب التكامل معها.
علاقتنا بأمريكا جيدة
-
فخامة الرئيس ، ما موقفكم مما تم نشره في وثائق ويكليكس حول تركيا؟ هل ترون لذلك أي تأثير في العلاقات التركية- الأمريكية وفي ثقة تركيا في الدبلوماسية الأمريكية؟
-
العلاقات الدولية لا تقوم على أساس تقارير الدبلوماسيين والرسائل المرسلة في هذا الإطار. إن العلاقات الدولية تتكامل وتترسخ وفق المصالح المشتركة والاتفاقيات الدولية والثنائية، ولذلك لم نعلق كثيرا على ما ورد في هذه التسريبات، ونرى أن ذلك هو من شأن الإدارة الأمريكية في كيفية التعامل مع ما حصل.
إن علاقاتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية تقوم على أساس التعاون والتنسيق المشترك  ولا نرى أن مثل هذه الأمور يجب أن تؤثر على المسيرة الصحيحة والمتنامية لهذه العلاقات.
ليس لدينا أجندات خفية
-
هل تشعرون أن الدور التركي الجديد والنشط في المنطقة يسبب لكم أية مشكلة مع بعض أشقائكم وأصدقائكم وأنه يأتي على حساب أدوار قديمة لدول أخرى في المنطقة؟
-
نحن نتكامل ولا نتصرف وفق أهواء تنافس دورا معينا أو آخر. إن من مسؤوليتنا التي نشعر بها أننا يجب أن نتعاون مع جميع دول المنطقة ونقدم الدعم اللازم ونغني التجارب التي تخرج إلى الواقع في هذه البلدان كما نستفيد من تجارب الدول الأخرى أيضا.
إن علاقتنا مع أي بلد لا تكون إطلاقاً على حساب علاقتنا مع بلد آخر، فنحن نريد أن تنعم المنطقة بالأمن والرخاء وكما تعلمون فقد ذكرنا أكثر من مرة بأنه ليست لدينا أجندات خفية وأننا نمد أيدينا بالحب والشعور المشترك بالمسؤولية لكل أصدقائنا وإخوتنا.
الإتحاد الأوروبي
-
نجحت تركيا في إعادة التوازن إلى رغبة تركيا في أن تكون جزءا من أوروبا وإعادة الاندماج مع محيطها العربي الإسلامي.. كيف تقيمون تجربتكم في إحداث هذا التوازن؟
-
لا نرى أي تعارض أو تناقض في ذلك، فتركيا ماضية للانضمام بعضوية كاملة للاتحاد الأوربي وترى أن المعايير الأوروبية في هذا المجال متوافقة مع حركة الإصلاح التي تسارعت في الأعوام الأخيرة في تركيا. إن لتركيا اتفاقية للإعفاء الجمركي مع دول الاتحاد منذ عقد ونصف من الزمان. وتركيا من الدول المؤسسة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية  الأوربية.
وتركيا في نفس الوقت عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي ولديها اتفاقية للتعاون الاستراتيجي مع مجلس التعاون الخليجي وعضو مراقب في الجامعة العربية كما عقدت أكثر من اتفاقية للتجارة الحرة مع دول في المنطقة.
إن لنا علاقات موغلة في القدم مع دول المنطقة شأنها في ذلك شأن دول وسط آسيا ودول البلقان والدول الأفريقية، ولذلك نرى أن هذا التكامل في العلاقات عنصر يؤدي إلى إثراء هذه الروابط ولا يشكل تناقضا أو استبدالا لدور بآخر.
حل القضية القبرصية
- القضية القبرصية شكلت بؤرة صراع بين تركيا واليونان وكان لها تأثيرها الدائم على علاقة تركيا بأوربا وارتباط ذلك بقبول انضمامكم للاتحاد الأوربي.. هل حل هذه القضية سيمكنكم من أن تصبحوا جزءاً من المنظومة الأوربية؟
القضية القبرصية استغرقت وقتاً طويلاً. لقد أيدنا بقوة مشروع الأمم المتحدة للوصول إلى حل عادل وشامل ودائم يحفظ مصالح الطائفتين التركية واليونانية في جزيرة قبرص. ولا زلنا نرى أن جهود الأمين العام للأمم المتحدة يجب أن تدعم وصولا إلى هذه الغاية. كما تعلمون أن جمهورية شمال قبرص التركية قد أبدت استعدادها للتباحث حول الوصول إلى الحل الأمثل ولا تزال المباحثات مستمرة بين الطرفين ونحن ندعم هذه الجهود، ونتمنى أن يكون العام الجديد فرصة للتوصل إلى حل يقوم على أساس احترام جميع مواطني قبرص ويضمن لهم المساواة والتمتع بجميع الحقوق والاضطلاع بالواجبات. إن أملنا كبير في أن يكون هناك حل يرضي جميع الأطراف وكما قلنا فإننا نعول على جهود الأمين العام للأمم المتحدة بهذا الشأن
الكرة في ملعب إسرائيل
-
العلاقات التركية- الإسرائيلية تتراجع لتصل إلى أسوأ حالاتها في حين أن العلاقات العربية- التركية تتقدم رسمياً وشعبياً بصورة غير مسبوقة. بماذا يمكن تفسير ذلك؟
-
نحن في تركيا لا نريد أن نشهد توتراً في العلاقات مع أية دولة، ولذلك نسعى إلى تطوير علاقاتنا مع جميع دول المنطقة والعالم. ولكننا نضع ثوابتنا في المرتبة الأولى، وإسرائيل كنا نتشاطر معها أمل الوصول إلى حل دائم وعادل في القضية الفلسطينية ووصلت جهودنا في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا إلى مراحل متقدمة جدا. ولكن ما حدث في غزة وبعد ذلك في الاعتداء الذي حدث في المياه الدولية على نشطاء سلام عزل من السلاح أخل بهذه المسيرة. إن الحكومة الإسرائيلية الحالية وربما لمبررات داخلية قد اختارت الابتعاد عن السعي للسلام ونأمل أن يسود المنطق والتفكير السليم لحل هذه المعضلة، ونرى أن إسرائيل ستكون المستفيدة الكبرى في حالة إقرار السلام في منطقة الشرق الأوسط ولذلك نستطيع القول بأن الكرة حاليا هي في الملعب الإسرائيلي.
إن إسرائيل تعلم ما عليها أن تفعله إذا أرادت تطبيع العلاقة مع تركيا. إن الاعتذار عما حدث وتعويض ذوي الذين استشهدوا في الحادث ورفع الحصار عن المناطق الفلسطينية أمور يجب أن تكون في الحسبان. وإذا لم يحصل ذلك فإن إسرائيل ستكون هي الطرف الذي يبتعد عن المسيرة الصحيحة للعلاقات الثنائية.
احترام سيادة العراق
-
تركيا من دول جوار العراق التي لها تأثير على أوضاع هذا البلد العربي.. هل يمكن أن يكون لها تأثير في المستقبل؟ وما الذي يمكن أن تقوموا به لعودة الأمن والاستقرار في العراق والحفاظ على وحدة أراضيه وكيانه السياسي كدولة واحدة؟
-
العراق بلد هام وجار وشقيق، تهمنا مصالحه واستقراره وأمنه. وقد كنت من أول المبادرين لعقد اجتماعات دول الجوار العراقي قبل الحرب عندما كنت رئيسا للوزراء في تلك الفترة. وبعد نشوء النظام الجديد دعونا العراق للاشتراك في هذه الاجتماعات. حسب تصوري أن الفهم المشترك للشأن العراقي قد جنب المنطقة الكثير من الأزمات والمشاكل.
تركيا أثبتت أنها على مسافة متساوية من الأطياف العراقية مجتمعة، وقد زارنا هنا في تركيا جميع زعماء الأطياف العراقية دون استثناء، وقد رأينا أنهم يثمنون الدور التركي الإيجابي في الشأن العراقي والذي يهدف إلى احترام سيادة العراق ووحدة أراضيه.
وقد عقدت اتفاقيات للتعاون والتكامل الاقتصادي مع العراق وتم تأسيس آلية للحوار الاستراتيجي مع العراق وهناك العشرات من الشركات التركية العاملة في العراق والتي تسهم في إعادة اعمار هذا البلد.
تركيا كانت من الدول النادرة التي لم تغلق سفارتها في بغداد حتى في أوج حدة الأزمة، بل عمدت إلى فتح قنصليات عامة في الموصل والبصرة وأربيل أيضا.
إننا نسعى لتطوير العلاقة الدائمة مع العراق والإسهام في نهضته وهناك الكثير من الاتفاقيات التي تصب في مجال التدريب والأمن والتعليم والاقتصاد جارية على قدم وساق.
الملف النووي الإيراني
-
ما هو موقفكم من الملف النووي الإيراني؟ وكيف يمكن حل إشكالاته؟ وهل لتركيا من دور في هذا الجانب مثل أي وساطة بين الغرب وإيران؟
-
موقفنا واضح وجلي بهذا الصدد. فتركيا لا توافق على السعي لامتلاك أسلحة الدمار الشامل بما في ذلك الأسلحة النووية وتريد أن ترى شرق أوسط خال من الأسلحة النووية. ولكنها تقر باستخدام أية دولة للطاقة النووية للأغراض السلمية.
لذلك كان لتركيا دور في اتفاقية طهران لتبادل الوقود النووي، كما أن الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا سائرة في إجراء المباحثات مع الجانب الإيراني بهذا الصدد وستعقد الجلسة القادمة لهذه المفاوضات في اسطنبول.
تركيا ترحب بأي دور يكون له الأثر في تخفيف حدة الصراع وفي الوصول إلى الأهداف المرتقبة، ولا ننسى أن إيران دولة عضو في لجنة الطاقة الذرية وتقوم وفق ذلك بالتباحث مع اللجنة ومع الدول المذكورة لإيجاد حل مرض لا يمس بحقوق هذا البلد ويأخذ بنظر الاعتبار توجسات المجتمع الدولي بشأن هذه المسائل الحساسة.
إننا نؤمن بمبدأ الحوار لحل المشاكل وعدم تصعيد المواقف إعلاميا أو بتصريحات متشنجة، ونحبذ إتباع الطرق الدبلوماسية واستعمال القنوات الهادفة لنزع فتيل الأزمات وعدم تصعيد الأمور وصولا لتجنيب المنطقة الصراعات والأزمات الحادة.
تحفظات الانضمام
-
فخامة الرئيس، لماذا تأخر انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي؟ وما هي الخفايا والأسرار الكامنة وراء مواقف بعض الدول للحيلولة دون انضمام تركيا؟
-
مسيرة الإتحاد الأوربي طريق طويل وشائك. لقد رفض طلب بعض الدول الكبيرة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أكثر من مرة. لقد تم ترشيح تركيا للانضمام بعضوية كاملة للاتحاد بعد الانتهاء من دراسة الملفات الضرورية للتناغم مع معايير كوبنهاغن بإجماع الآراء وهذا هو الأمر المهم.
صحيح أن هناك بعض التحفظات من قبل تلك الدولة أو الأخرى لأسباب متعددة، تتمثل في مجملها من عدد السكان في تركيا والذي يفوق أكثر البلدان المنضوية في الاتحاد مما يجعلها ذات تأثير كبير في البرلمان الأوربي، واعتراضات أخرى بسبب الدين أو التشريعات. ولكننا ندرك أن هذه المسيرة طويلة ونرى أن انضمام تركيا سيفيد أوربا بقدر ما يفيد تركيا أو أكثر.
وعلى أية حال فإن الإصلاحات التي جرت وتجري في تركيا هي على درجة كبيرة من الأهمية لنا وستستمر هذه الخطوات بغض النظر عن طبيعة مسيرة الانضمام للاتحاد الأوربي.
نرفض سياسة المحاور
-
هناك من يعتقد بوجود تنافس وسباق تركي- إيراني للهيمنة الإقليمية وصراع مصالح يمكن أن يؤثر على مستقبل الاستقرار والأمن في المنطقة وإحداث حالة فرز واستقطابات جديدة، ما تعليقكم على ذلك؟
-
نحن نرفض سياسة المحاور والتخندق ونرى في دول المنطقة دولا ذات سيادة ولها قراراتها الخاصة في شؤونها ونحن نحترم خصوصياتها. لا يوجد سباق وتنافس سواء مع إيران أو مع مصر أو مع أية دولة أخرى. نحن نسعى لأن يكون الأمن والاستقرار والسلام هو سيد الموقف في هذه المنطقة وفي جميع دول العالم.
إذا استتب الأمن والاستقرار في المنطقة فسينعم الجميع بذلك ويتقدم الاقتصاد وتصل الشعوب إلى مصاف من الرفاه والرخاء. ولذلك نركز على هذه الناحية من جميع الوجوه، وعلاقاتنا الاقتصادية مع منظومة دول المنطقة عامل آخر يسهم في الاستقرار والحفاظ على الثوابت والمصالح.
نسعى لعلاقات متوازنة
-
من المقرر أن ترعى تركيا مؤتمراً إقليمياً في اسطنبول خلال شهر مايو المقبل يضم إلى جانبها سوريا ولبنان والأردن. ما هي أهداف هذا المؤتمر ومستقبل هذا التجمع الإقليمي، وهل سيظل محصورا في إطاره الجغرافي أم أنه نواة لتجمع أكبر؟
-
تربطنا مع هذه الدول اتفاقيات شاملة للتكامل الاقتصادي، وعقدنا معها اتفاقيات للتجارة الحرة كما تم إلغاء شرط الحصول على تأشيرة دخول مسبقة للتنقل بين تركيا وهذه الدول.
هناك الكثير من فرص الاستثمار والعمل بين كل هذه الدول مجتمعة، ولذلك فستعقد اجتماعات مستمرة مع هذه الدول بشكل ثنائي أو جماعي للوصول إلى الأهداف المتوخاة. ونأمل أن تنخرط الدول الشقيقة الأخرى في المنطقة إلى هذا الإطار.
المهم أن لا يفهم هذا الأمر بأنه تجمع إقليمي بحت، فنحن لدينا أطر متعددة للتعاون الاقتصادي سواء في منظمة التعاون الاقتصادي التي تضم باكستان وإيران وأفغانستان وأذربيجان وجمهوريات أواسط آسيا ، كما أن تركيا من مؤسسي منظمة تعاون دول البحر الأسود التي تضم قسماً من هذه البلدان ودول البلقان والبلطيق.إن تركيا تسعى لأن تكون علاقاتها متوازنة وايجابية مع جميع دول المنطقة، وقد أكدنا مرارا أن علاقتنا مع منطقة ما لا تكون إطلاقا على حساب علاقتنا مع منطقة أخرى.- في الأخير فخامة الرئيس.. هل من كلمة تودون توجيهها إلى الشعب اليمني السعيد بزيارتكم لليمن؟ - أتقدم بخالص التحيات والحب والود لإخوتي وأخواتي في اليمن الشقيق، وأتمنى كل الخير لليمن الذي له تاريخ عريق وماض حافل بالمآثر، وأتمنى أن تتحقق الخطوات التي تسعى إليها القيادة اليمنية للوصول بالشعب اليمني إلى بر الأمان والاستقرار والرفاه.وأنتهز هذه الفرصة لأتوجه إلى كل أفراد الشعب اليمني بوساطة صحيفتكم بتمنياتي بالتوفيق والرخاء والازدها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الإخوة / متصفحي موقع السبئي نت المحترمون
نحيطكم علماُ بان اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره.
مع تحيات "ادارة الموقع"