وكالة السيئي للانباء

السبت، 23 أكتوبر 2010

وثائق سرية تنشر لأول مرة عن الغزو الأمريكي للعراق.. الجيش الأميركي قتل مئات العراقيين على الحواجز وتستر على التعذيب

 الدوحة-لندن-السبئي نت:
كشفت وثائق سرية تنشر لأول مرة عن خفايا الغزو الأمريكي للعراق عرضتها قناة الجزيرة أن الجيش الأميركي قتل مئات العراقيين على الحواجز ونقاط التفتيش وأن عدد القتلى من المدنيين العراقيين أعلى بكثير من الرقم المعلن.
كما كشفت الوثائق التي حصل عليها موقع ويكيليكس المتخصص بنشر الملفات السرية والتي يبلغ عددها 400 ألف وثيقة معلومات جديدة عن ضحايا لشركات بلاك ووتر من المدنيين و عن تستر الجيش الأمريكي على التعذيب داخل السجون العراقية بأمر من الإدارة الأمريكية.
وأكدت الوثائق السرية أن القوات الأمريكية كانت تحتفظ بتوثيق للقتلى والجرحى العراقيين رغم إنكارها علنيا لكل ذلك حيث تم الكشف عن توثيق لـ285 ألف ضحية عراقية بينهم 109 آلاف قتيل على الأقل وتعني هذه الأرقام بوضوح أن نسبة القتلى بسبب الحرب الأمريكية على العراق يصل إلى أربعة أضعاف تلك التي سجلتها الحرب الأمريكية في أفغانستان وأن بقية الخسائر تصل إلى ستة أضعاف في سياق نفس المقارنة.
وأظهرت الوثائق أن قرابة 63 بالمئة من القتلى هم من المدنيين أي أنهم يشكلون ثلثي مجموع القتلى وكشفت تحليلات الوثائق ارتفاع معدلات القتلى في العراق شهرا بعد شهر وأن كانون الأول من عام 2006 كان الأكثر دموية على هذا الصعيد حيث قتل 5183 عراقيا في ذلك الشهر وحده وصنف أربعة آلاف منهم على أنهم مدنيون.
وبحسب موقع إحصاء الضحايا العراقيين فإن عدد القتلى من المدنيين وصل إلى 107 آلاف قتيل منذ بداية الغزو الأمريكي للعراق لكن مع نشر الوثائق الجديدة يتعين على الموقع رفع أرقامه بنسبة 50 بالمئة إذ أن العدد الحقيقي وصل إلى 150 ألف مدني دفعوا حياتهم جراء الغزو الأمريكي للعراق.
ولفتت الوثائق إلى أن أرقام الضحايا الحقيقية للحرب الأمريكية على العراق لن تكشف عن هوياتهم أو أسمائهم إذ أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكلف نفسها عناء الإحصاء الممنهج للقتلى الذين سقطوا بنيران قواتها.
وقالت القناة إن قراءة الوثائق تعني أنه أن تكون مدنيا في العراق زمن الحرب الأمريكية فان هذا يعني أن حياة العراق كانت لقمة سائغة لكل مصادر النيران وأكثرها قوة النيران الأمريكية.
ولفتت الوثائق إلى كذب الرواية الأمريكية المعلنة على صعيد الحواجز ونقاط التفتيش حيث تظهر عددا كبيرا من العراقيين قضوا عند هذه النقاط أو بهجمات جوية أمريكية.
وبتحليل جانبين أساسيين في المعلومات التي أتيحت تظهر أرقاما مخيفة تتعلق بالقتلى من المدنيين العراقيين حيث اعتادت الطائرات الأمريكية استهداف مشتبه بهم على أنهم من المسلحين وكثيرا ما كانت النتائج مدمرة ففي مدينة الفلوجة في التاسع من أيلول عام 2005 تقول برقية عسكرية سرية إن طائرة من طراز إف 15 ألقت قنبلتين بي يو 125 على الهدف وأصابته إصابة بالغة وجاء في تقرير تقدير أضرار ساحة المعركة أنها غير معروفة وأنه لم يسجل وقوع أي إصابات.
وكان الجيش الأمريكي أكد وقوع الهجوم وذكر أنه استهدف مسلحين من تنظيم القاعدة ولكن برقيات عاجلة أظهرت في وقت لاحق أن ثمانية أشخاص قضوا في الهجوم بينهم أربعة أطفال وامراتان وفي ذلك المساء أصدرت الولايات المتحدة بيانا منقحا يعترف بأن عددا غير معروف من المدنيين العراقيين ولسوء الحظ كانوا ضمن قتلى وجرحى الغارة الجوية.
كما أظهرت معارك الفلوجة كثيرا من مثل هذه التناقضات وللغرابة الشديدة لم تدون المعلومات السرية الأمريكية أي ضحايا مدنيين في الهجمات الجوية على المدينة في العام 2004 وقد كان موقع إحصاء الضحايا العراقيين الأكثر مصداقية في هذا المجال إذ أكد أن المئات من المدنيين قتلوا في الفلوجة وكثير منهم سقطوا جراء الغارات الجوية.
وتظهر الوثائق تقارير قليلة للقوات البرية عن خسائر الهجمات الجوية والأرقام هنا تروي قصة مختلفة ففي مدينة حصيدة عام 2005 قامت القوات العراقية بإخلاء جثث المدنيين من ثلاثة مواقع وكل الضحايا تم إخلاؤهم من مواقع هجمات طائرات التحالف ولم يكن معروفا إذا ما كان هناك مدنيون ساعة الاشتباك وترك للعراقيين أمر إحصاء عدد القتلى الذين كانوا 25قتيلا هم 12 طفلا وثلاثة رجال و عشر نساء.
وأوضح قائد القوات الأمريكية في العراق لغاية العام 2008 ديفيد بترايوس في دليله لمكافحة ما يسميه التمرد أن الهجمات الجوية تتسبب في أضرار جانبية جسيمة تؤلب الناس ضد الحكومة وتمنح المسلحين نصرا دعائيا كبيرا.
وقالت القناة إن الوثائق تظهر أن قوة جوية غير خاضعة للمساءلة كانت تحوم في سماء العراق وتصب حمم قنابلها فتتسبب في نشر الموت القادم من أعلى وعندما غير الجنرال بترايوس استراتيجية الولايات المتحدة في مكافحة المسلحين بداية عام 2007 أهملت توصياته وازدادت الهجمات الجوية.
وتشير أرقام القوة الجوية حسب الوثائق إلى أن التحالف كان يلقي أربع قنابل في الأسبوع عام 2006وفي السنة التالية ارتفع الرقم إلى أربع قنابل في اليوم ولا تظهر السنتان الأخيرتان معلومات تؤكد انخفاضا في استخدام الهجمات الجوية فرغم انسحاب آخر الوحدات القتالية من العراق يبدو أن الاعتماد على الطائرات دون طيار في شن الهجمات الدموية سيزداد في الأشهر المقبلة.
وأكدت الوثائق المنشورة مقتل العديد من العراقيين على نقاط التفتيش والحواجز الأمريكية وأن البنتاغون لم يقل الحقيقة حول أرقام الضحايا وان التعامل مع المدنيين تم في ظل قواعد للاشتباك حيث قتل أكثر من 600 مدني عراقي رميا بالرصاص من قبل القوات الأمريكية ونقاط تفتيشها.
ونشرت الوثائق قصة الزوجين العراقيين كميلا وحسين اللذين كانا يتلهفان للعودة بسرعة إلى بيتهما في تل عفر وكان هناك حظر للتجوال وعندما اقتربت سيارتهما من نقطة تفتيش أمريكية شك الجنود الأمريكيون بالسيارة القادمة ففتحوا النار عليها دون سابق إنذار وأطلقوا رصاصة على الإطار الأمامي لكنها لم تتوقف ففتحت الدورية الأمريكية النار على السيارة وقتل من فيها من المدنيين وكان هناك ستة أطفال في المقعد الخلفي شاهدوا موت والديهم على يد القوات الأمريكية بدم بارد.
وأضافت الوثائق أن هذه الحادثة تمثل نموذجا لمئات من حوادث قتل العراقيين التي تقع عند تصعيد استخدام القوة من قبل القوات الأمريكية والتي وصفتها الملفات السرية الأمريكية بالتفصيل حيث يفترض بجنود نقاط التفتيش الأمريكية استخدام الإشارات اليدوية والضوئية والطلقات التحذيرية قبل أي تصرف آخر.
وسجلت الوثائق السرية وقوع 14 ألف حادثة في كل العراق معظمها شهد مقتل مدنيين عراقيين.
وتزعم التقارير الأمريكية أن الإجراءات اتبعت في كل مرة بعكس بعض الأفلام التي صورها عناصر في الجيش الأمريكي ونشرت على الانترنت تظهر سلوكيات متهورة من قبل الجنود واستخفافا واضحا بأرواح العراقيين.
وأثبتت وثائق موقع ويكيليكس زيف ادعاءات الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تحتفظ بتوثيق كامل لحوادث القتل على الحواجز أو إجراءات تصعيد القوة وقالت الوثائق أن 681 عراقيا قتلوا بالخطأ كما تدعي القوات الأمريكية على حواجز تفتيش أمريكية وعند مرور أرتالها كما قتل 120 مسلحا عراقيا.
ونقلت الوثائق بعض هذه الحوادث ومنها إطلاق جندي أمريكي النار على سائق دراجة عراقي فأصابه في بطنه كما أصيبت طفلة عراقية عمرها تسع سنوات برصاص جندي أمريكي وادعت حينها القوات الأمريكية أن الجندي الذي أطلق النار على الطفلة كان مختلا عقليا ولم يحاسب كما قتل الجيش الأمريكي المسن العراقي علي خالد البالغ من العمر 75 عاما في كانون الثاني من عام 2007 عند إغلاق طريق كركوك حيث أطلق عليه جندي أمريكي تسع رصاصات.
20101023-090447.jpg وأكدت الوثائق قتل القوات الأمريكية لمارة عراقيين بحجة أنهم كانوا يحملون مواد متفجرة ثم تبين أن ما كانوا يحملونه لم يكن سوى كيس حبوب أو مجموعة كتب أو علب سجائر.
وأشارت الوثائق إلى تصاعد أعمال القتل الأمريكي بالعراق تحت ما يسمى استخدام القوة بسرعة ففي عام 2004 قتل 22 مدنيا عراقيا وفي السنة اللاحقة ارتفع العدد إلى 278 وتزايد العدد من سنة إلى أخرى.
وأظهرت الوثائق المسربة من وزارة الدفاع الأمريكية إن شركة بلاك ووتر الأمنية الأمريكية والتي كرست لنفسها سمعة سيئة بين العراقيين كانت تصول وتجول في العراق متمتعة ليس فقط بأكبر عقد مالي لقاء حماية الدبلوماسيين الأمريكيين بل كذلك بحصانة من العقاب في حوادث قتل ذهب ضحيتها مدنيون عراقيون.
وقالت الوثائق إن الشركة المعروفة الآن بـ زي هي صاحبة أكبر عقد مربح بين الشركات المماثلة لقاء حماية الدبلوماسيين الأمريكيين من الهجمات المحتملة وقد نفذت عددا كبيرا من الحوادث قتل فيها مدنيون في سياق دورهم كحماة وبسبب تاريخهم العريق في الاستخدام المتهور للأسلحة.
وتشير الوثائق إلى حادث وقع عام 2007 حيث أمطر أفراد بلاك ووتر المدنيين العراقيين بالرصاص في ساحة النصر وسط بغداد في قتل عشوائي سقط فيه 17مدنيا وجرح 18 آخرون وبنتيجة تحقيق دورية أمريكية ذهبت إلى مكان المجزرة قيل إن السيارة التي كانت تقل رجلا وامرأة ورضيعا اندلعت فيها النيران بعد الاشتباك ولا خسائر في صفوف بلاك ووتر التي كان عناصرها يرافقون موكبا لدبلوماسيين أمريكيين في مهمة تقوم بها الشركة خارج أدنى سيطرة للحكومة العراقية وتتقاضى عنها 465مليون دولار.
وتتحدث الوثائق المسربة عن 14 حادثا آخر أطلقت فيها بلاك ووتر نيرانها على مدنيين ومنها في أيار 2005 حيث تسجل دورية أمريكية حادثة أطلق فيها عناصر من بلاك ووتر النار على سيارة مدنية فقتل رب العائلة وأصيبت زوجته وابنته بجراح بينما غادرت شاحنة الشركة مسرح الواقعة تاركة انطباعا حتى لدى القوات الأمريكية نفسها بأنها مجموعة خارج السيطرة.
وفي شباط 2005 كشفت الملفات سقوط أربعة مدنيين جرحى بعد أن تحولوا إلى هدف لنيران شركة أمنية خاصة مجهولة وحقق مكتب الأمن الدبلوماسي في الحادثة ونشرت نتائج التحقيق التي أدانت الشركة وهي صورة رسخت في ظل تحقيقات مع بعض عناصر الشركة قدموا فيها معلومات مضللة ومع ذلك امتنعت الولايات المتحدة عن معاقبتهم خوفا كما قيل على الروح المعنوية لزملائهم في شركتهم وفي شركات أخرى تؤدي مثلهم نفس الدور وترتبط هي الأخرى بعقود توظيف من خلال وزارة الدفاع الأمريكية.
وفي العام 2007 طالبت الحكومة العراقية برحيل بلاك ووتر لكن الشركة وببساطة تجاهلت الطلب وفي السنة التالية جددت الحكومة الأمريكية عقدها معها ولم يعاقب أي عنصر من عناصرها لقتله مدنيا عراقيا.
كما تكشف الوثائق تفاصيل مروعة عن انتهاكات جسيمة كانت مراكز الشرطة وقواعد الجيش العراقي مسرحا لها والقوات الأمريكية أبلغت قياداتها عن ألف قضية في هذا السياق ومن بين هذه القضايا معتقل تعصب عيناه ويضرب على قدميه بآلة حادة وتستخدم الكهرباء لصعقه في قدميه وأعضائه التناسلية وادعى جلادوه أنه وقع من على دراجة نارية غير أن الأمريكيين أبلغوا عن الحادثة فتبين أن الرواية لا تتوافق وإصابات الرجل.
ومن الأمثلة التي تظهرها الوثائق معتقل طعن بمفك براغي وجلد بسلك على ذراعيه وساقه وصعق بالكهرباء وآخر لقي حتفه جراء التعذيب القاسي كما تظهر ذلك بعض مشاهد التعذيب المنشورة على صفحات الانترنت غير أن الحكومة الأمريكية تكاد لا تحرك ساكنا.
وبعد شهرين من فضيحة أبو غريب أظهرت الملفات السرية الأمر العسكري المعروف اختصارا ب فراجو 242 ويؤكد التقرير الأولي أن القوات الأمريكية لم تكن متورطة في الاعتداء على المعتقل وأنها لن تفتح تحقيقات أكثر مالم تصدر الأوامر العليا بذلك وهذا الامر العسكري استبعد بشكل واضح أي تدخل أمريكي في تعذيب العراقيين للعراقيين.
كما تشير الوثائق إلى أمر عسكري ثان فراجو 039 صدر في نيسان عام 2005 وأمر العسكريين الأمريكيين بأن يبلغوا رؤساءهم عن تعذيب العراقيين للعراقيين ولكن على ألا يتخذوا أي إجراءات أخرى دون دلائل حول ما إذا كانت التقارير قد وصلت إلى مكاتب القيادا ت.
وبحسب الوثائق فقد ادعى الأمريكيون بأنهم سيحققون في التعذيب في السجون العراقية وفي الواقع توصل تحقيق أجروه في تشرين الثاني عام 2006 إلى استنتاج مفاده أن المعتقلات العراقية تقدم تسهيلات لنزلائها خالية من التعذيب وهي فقط كانت مزدحمة وفق المقاييس الأمريكية.
وقالت القناة إن موقع ويكيليكس رفض الكشف عن المصدر الذي أمده بالوثائق التي تمسح المدة الواقعة ما بين الأول من كانون الثاني عام 2004 إلى كانون الأول من العام 2009.
ولفتت القناة إلى أن التحقيق في هذا الكم من الوثائق تطلب التعامل مع 391 ألف وثيقة تتضمن 38 مليون كلمة كما كان سبر أسرار تلك النصوص عملية شاقة بالنظر إلى أنها تعتمد لغة عسكرية خاصة بالقوات الأمريكية تشمل على سبيل المثال 1000 كلمة رمزية ومن بين الوثائق وثيقة عسكرية مشفرة تتحدث عما تسميه القوات الأمريكية تصعيد استعمال القوة وهو يتحدث عن حادثة قام فيها جنود أميركيون بإطلاق النار على سيارة مدنية فقتلوا سائقها وهو طبيب كان بصدد نقل امرأة حامل إلى المستشفى حيث نشرت القوات الأمريكية هذا التقرير بعلامة سي سي اي ار 5 والتي تعني أن هذه الحادثة قد تثير دعاية مضادة حيث تم التحقيق في موضوع القتل ولم تعرف نتائجه بعد ذلك.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون دانت ما سمته أي تسريب معلومات يشكل تهديدا لحياة الأميركيين ورفضت مناقشة تفاصيل المعلومات التي نشرها موقع ويكيليكس والتي كشفت عن تستر الجيش الأميركي عن عمليات تعذيب يمارسها الجيش العراقي ومقتل عدد كبير من المدنيين على الحواجز الأميركية في العراق كما أعلن دايف لابان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون إن الوثائق العسكرية السرية يمكن أن تشكل تهديدا للقوات الأميركية والعراقيين المتعاونين معها0
كما اعتبر الأمين العام للحلف الأطلسي اندرس فوغ راسموسن أن هذه التسريبات مؤسفة للغاية ويمكن أن تكون لها عواقب سلبية جدا لجهة سلامة الأشخاص المعنيين وتعرض حياة جنود ومدنيين للخطر0
يذكر أن موقع ويكيليكس الالكتروني الذي تأسس عام2006 نشر في تموز الماضي نحو70 ألف وثيقة أميركية عن الحرب على أفغانستان.
أسانج: الوثائق السرية التي تم الكشف عنها بشأن الحرب الأميركية في العراق تتحدث عن حمام الدم الذي تمثله هذه الحرب 
وأكد جوليان اسانج مؤسس موقع ويكيليكس الألكتروني إن الوثائق الأميركية السرية التي كشفها موقعه بشأن الحرب الأميركية على العراق تتحدث بالتفصيل عن حمام الدم الذي تمثله هذه الحرب .
وقال اسانج إن هذه الملفات التي يقدر عددها بنحو 400 ألف وثيقة تمثل صورة للوضع في العراق أكثر وضوحا واكتمالا من الوثائق التي كشفت في تموز الماضي حول الحرب في أفغانستان مضيفا أن الوثائق الأخيرة تكشف ست سنوات من الحرب بتفاصيل قادمة من الميدان مأخوذة من تقارير للقوات المنتشرة وما كانت تراه وتقوله وتفعله .
وتؤكد الملفات مقتل حوالي 109 آلاف عراقي خلال سنوات في العراق وقتل مدنيين عراقيين بشكل عشوائي عند نقاط التفتيش وقصف القوات الاميركية مباني كاملة دون الاهتمام بما تضمه من سكان مدنيين بهدف استهداف شخص واحد قد يثير الشبهة على سطح المبنى وقال اسانج إن عدد القتلى أكبر بخمس مرات في العراق مما كان معلنا في السابق ويمثل حمام دم حقيقيا بالمقارنة مع أفغانستان.
وتابع أن الوثائق لا تقدم مجرد فرضيات مثل قتل كثيرين في مدينة الفلوجة بل هي تتحدث عن كل حادثة قتل مع إحداثيات جغرافية محددة و الظروف التي قتل فيها الأشخاص .
ويقول مؤسس ويكليكس الأسترالي الجنسية نريد تحقيق ثلاثة أمور من وراء كشف هذه الوثائق هي تحرير الصحافة وكشف التجاوزات وإنقاذ الوثائق التي تصنع التاريخ .
وجاءت تصريحات اسانج بعد ساعات من نشر موقع ويكيليكس حوالي 400 ألف وثيقة سرية للجيش الأميركي تكشف جرائم القوات الأميركية في العراق لم يكشف عنها من قبل وذلك في أكبر عملية تسريب لوثائق عسكرية سرية في التاريخ.
وكان موقع ويكيليكس أثار زوبعة إعلامية في الثالث والعشرين من تموز الماضي بنشره 77 ألف وثيقة عسكرية سرية حول أفغانستان.
وأصبح اسانج الرجل الذي يخيف وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي ايه والبنتاغون اللذين شنا هجوما حادا ضده وضد موقعه بحجة أن ما يكشفه من حقائق حول الجرائم الأميركية سواء في العراق أو أفغانستان التي جرى التعتيم عليها بكثير من الحرص ستضع حياة الجنود الأميركيين في العالم في خطر.
ويرفض اسانج إعطاء معلومات مفصلة بشأن حياته وقال في إحدى المقابلات نحن نواجه منظمات لا تخضع لأي قوانين نحن أمام وكالات استخبارات ومنذ نشر وثائق سرية عن أفغانستان أحاط نفسه بسرية تامة وبعد أيام من هذه المقابلة اتهم اسانج في قضية اغتصاب في السويد لكنه نفى تورطه نفيا قاطعا وتحدث عن قضية مفتعلة وتمت تبرئته فيما بعد .
البنتاغون يشن هجوما حادا على موقع ويكيليكس على خلفية نشر الوثائق التي تكشف الجرائم الأميركية في العراق
وشنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون هجوما حادا على موقع ويكيليكس الالكتروني بعد تسريبه نحو 400 ألف وثيقة أميركية جديدة حول جرائم القوات الأميركية في العراق التي تم التعتيم عليها والتي تذكر بالتفصيل حالات بشعة من مقتل مدنيين عراقيين بشكل عشوائي عند نقاط التفتيش ومعلومات جديدة عن ضحايا لشركة بلاك ووتر سيئة الصيت وعن تستر الجيش الأمريكي على التعذيب داخل السجون العراقية بأمر من الإدارة الأميركية.
وقال جيف موريل المتحدث باسم البنتاغون إنه يشجب موقع ويكيليكس الالكتروني لحضه الناس على خرق القانون الأميركي وتسريب وثائق سرية واقتسام تلك المعلومات السرية مع العالم .
واعتبر مسؤولون أميركيون أن نشر هذه الوثائق السرية والذي يمثل أكبر خرق أمني من نوعه في التاريخ العسكري الأميركي والذي فاق بكثير نشر الموقع لأكثر من سبعين ألفا من ملفات الحرب الأفغانية في تموز الماضي يعرض حياة الجنود الأميركيين للخطر وحددوا نحو 300 متعاون عراقي أصبحوا الآن في خطر أيضا.
وعلى الرغم من أن المناقشات العامة الأميركية لم تعد تتناول الحرب الأميركية في العراق خلال السنوات الأخيرة فأن الوثائق التي كشف عنها تهدد بإحياء ذكريات من أصعب الأوقات والفضائح بالنسبة للقوات الأميركية في الحرب من بينها فضيحة إساءة معاملة سجناء أبو غريب التي فجرت إدانات وانتقادات دولية واسعة لدى الكشف عنها .
وخلصت وسائل الإعلام التي منحت إمكانية الاطلاع بشكل مسبق على قاعدة البيانات الهائلة إلى أن هذه الوثاق أثبتت أن القوات الأميركية تجاهلت بشكل فعلي تعذيب أو انتهاك القوات العراقية لسجناء وتقول صحيفة الغارديان البريطانية إن النتيجة التي يمكن استخلاصها هي أنه لا تحقيقات أخرى جرت في هذه الحوادث .
بدورها قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنه وعلى الرغم من قيام الأميركيين بالتحقيق في بعض حالات الانتهاك فأن ذلك لم يكن كافيا على الإطلاق فمعظم الحالات والجرائم المشار إليها في السجلات تم تجاهلها على ما يبدو.
وأضافت أن الجنود أبلغوا ضباطهم بهذه الانتهاكات ثم طلبوا من العراقيين بعد ذلك التحقيق فيها غير أن ذلك لم يحدث.
وأدانت منظمة العفو الدولية ما تم الكشف عنه في الوثائق وقال مالكولم سمارت مدير منظمة العفو الدولية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا إن هذه الوثائق تقدم على ما يبدو دليلا آخر على أن السلطات الأميركية كانت على علم بهذا الانتهاك المنظم منذ سنوات.
موقع ويكيليكس: سنستمر بكشف المزيد من الحقائق ويجب فتح تحقيقات علنية وجدية لمعاقبة المجرمين
وردا على الهجوم الحاد الذي شنه البنتغون على موقع ويكليكس قال كريستين هرافنسون المسؤول في موقع ويكيليكس إن الموقع سيبث قريبا وثائق سرية جديدة للجيش الأميركي حول الحرب في أفغانستان لافتا إلى أن عدد الوثائق الجديدة سيبلغ 15ألفا.
وقال مسؤولو الموقع خلال مؤتمر صحفي اليوم حول الوثائق التي كشفها الموقع بشأن الحرب الأمريكية على العراق نقلته قناة الجزيرة: إن الوثائق المنشورة تعطي تفاصيل كثيرة حول ضحايا حرب العراق وتؤكد أن أكثر من80 بالمئة منهم من المدنيين مؤكدين أن الجيش الأمريكي حجب وثائق عديدة لحماية عدد من الأفراد وأن لجنة تقصي الحقائق ستستمر بعملها بغض النظر عن المدة التي سيتطلبها ذلك ولن تتوقف قبل الكشف عن كافة الحقائق مطالبين الحكومة الأمريكية بالاعتراف بحق الضحايا في معرفة الحقيقة.
وقال المسؤولون إن سجلات الحرب في العراق تؤكد حقيقة ما نعرفه حول أحداثها وخاصة أثناء اعتقال العراقيين من قبل الجنود البريطانيين وأول هذه الحقائق القتل غير المبرر للمدنيين أو اعتقالهم أو استغلالهم مشيرين إلى أنه من المتوقع الكشف عن زيادة أعداد العراقيين الذين قتلوا أثناء اعتقالهم من قبل القوات البريطانية من نحو سبعة آلاف إلى أكثر من خمسة عشر ألف شخص.
وشدد المسؤولون على ضرورة فتح تحقيق عام وعلني وجدي في المسؤولية البريطانية عن هذه الانتهاكات ولاسيما أن القانون العام في بريطانيا يضمن نفس الصلاحيات التي يوفرها القانون والاتفاقيات الأوروبية موضحين أن هناك حظرا دوليا على التعذيب واستخدامه ولا بد للأشخاص الذين يمارسونه من مواجهة العقوبة التي يكفلها القضاء الدولي على جريمتهم هذه.
وأكد المسؤولون أنه من المهم اطلاع الرأي العام العالمي على مآسي الحرب الأمريكية على العراق وعمليات القتل العلنية والسرية على الحواجز وفي الأماكن العامة من أجل إحقاق الحق للشعب العراقي خصوصا أن هناك الكثير من التقارير التي صدرت وتصدر بهذا الخصوص لكن غالبا مايتم تجاهلها.
وأشار مسؤولو الموقع إلى أن هناك معلومات كشفت مؤخرا لاتتضمن أسماء وحالات خاصة ويحاول الموقع الكشف عنها من أجل التحقيق فيها خصوصا أن بعض هذه الأحداث مضى عليه أكثر من عام والغموض يلف الكثير من تفاصيلها والظروف التي جرت فيها.
وكانت قناة الجزيرة عرضت الليلة الماضية وثائق سرية تنشر لأول مرة عن خفايا الغزو الاميركي للعراق حصل عليها موقع ويكيليكس ويبلغ عددها 400ألف وثيقة. 
المصدر : سانا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الإخوة / متصفحي موقع السبئي نت المحترمون
نحيطكم علماُ بان اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره.
مع تحيات "ادارة الموقع"