السبئي نت – بيروت:
قال السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله: اليوم مضى سنة على الأزمة في سورية وبعد ما حصل من تجارب وخيارات ندعو الجميع إلى مراجعة تؤدي بكل موضوعية إلى النتيجة التالية.. في سورية لا يوجد إلا حل سياسي بإلقاء السلاح والدخول في حل سياسي واضح وممنهج ومن يريد تدمير سورية أو إسقاط النظام فيها بأي ثمن لن يستطيع ذلك والجميع شاهد خلال العام الماضي كل الخيارات التي تم اللجوء إليها. وأضاف السيد نصر الله في كلمة له اليوم خلال حفل تخرج دورات النور لتعليم القراءة والكتابة نقلتها قناة المنار.. التطورات الأخيرة تثبت أن الرهان على سقوط النظام وانشقاق الجيش والحرب الطائفية في سورية والتدخل العسكري الخارجي والعقوبات الاقتصادية كلها رهانات من الواضح أنها لم تؤد إلى نتيجة، فالجماهير نزلت اليوم ورأيناها في الساحات بدمشق وحلب واللاذقية ودير الزور والرقة ومحافظات أخرى وهناك جزء معتد به من الشعب السوري وهذا خياره. وقال الأمين العام لحزب الله: إن هناك شعبا في سورية يريد الإصلاح ولا يريد التقسيم أو الحرب الأهلية كما لا يريد عرب خيانة وعرب اعتدال بل يريد أن يبقى مقاوما وممانعا ووفيا لفلسطين ونحن مع هذا الجزء من الشعب السوري. وأضاف نصر الله.. منذ بداية الأحداث في سورية كان رهاننا وأملنا أن تتمكن من تجاوز هذه الازمة بما فيه مصلحة شعبها وموقعها القومي وكنا منذ البداية ننطلق من مخاوف لأننا نرى ما يجري في كامل منطقتنا العربية وعندما نتكلم عن مخاوف التقسيم لا نتكلم عن أوهام وحرب نفسية بل عن واقع على الأرض فهذه السودان قسموها وحتى بعد التقسيم لم تحل المشاكل والضغط على السودان ما زال قائما وسيبقى. وقال نصر الله: الدعوات إلى الفيدارلية والانفصال والتقسيم موجودة اليوم في أكثر من بلد عربي وهناك جهات تطمح إلى ذلك بعضها بدأ يعبر وبعضها لا يعبر لذا عندما نتكلم عن مخاطر التقسيم في أي بلد عربي أو إسلامي فهذه مخاطر حقيقية وليست أوهاما نخترعها لنختبىء خلفها ونحن خائفون على سورية وبالتالي على المنطقة من التقسيم, وخائفون من الفوضى ومن إضعاف سورية بما تمثل من موقع قومي في الصراع العربي الاسرائيلي ومن سند حقيقي لحركات المقاومة في المنطقة ولذلك من اليوم الأول دعونا إلى أن يذهب السوريون إلى الحل السياسي وكلنا مع الاصلاح والديمقراطية واحترام حقوق الانسان وكلنا نأسى ونحزن ونتألم لأي قطرة دم تسقط من أي سوري. وأكد نصر الله مجددا أن الحل في سورية سياسي وآلياته شأن سوري مستغربا تعاطي البعض في لبنان بالشأن السوري وقال: نحن كشعب لبناني وكدولة وبلد مصلحتنا أن يكون هناك هدوء واستقرار وأمن وحل سياسي في سورية أما آليات الحل السياسي ومجالات الإصلاح المطلوبة فهذا شأن يتفق عليه السوريون وهم معنيون بذلك وهم من يرسم الخطوط الحمر وليس نحن. وأضاف نصر الله.. نحن معنيون كجيران وعرب وأهل منطقة ومصير واحد أن نقول للسوريين شعبا ونظاما وجيشا وقوى سياسية.. دمكم دمنا ومستقبلكم مستقبلنا وحياتكم حياتنا وأمنكم أمننا ومصيرنا واحد لذلك حلوا مشاكلكم بالسياسة. وقال نصر الله: إن بعض الناس أعجبهم موقفنا تجاه سورية والبعض لم يعجبهم والبعض حاول استغلال هذا الموقف الذي نراه موقفا وطنيا وقوميا وإسلاميا وإنسانيا، ونحن نقول الحق الذي نراه ونسعى بصدق لنعرف الحق ولنقف معه ونعبر عنه أيا تكن التكلفة. وقال الأمين العام لحزب الله: هناك أشخاص يرون أن حلفاءهم وخشبة الخلاص لهم هم "باراك أوباما" و"هيلاري كلينتون" والأمريكيون الذين حرقوا القرآن وقتلوا من تظاهر من أجله ويعتبرون تحالفهم مع إسرائيل وأمنها وتفوقها مقدسا ويتعاونون مع "نيكولا ساركوزي" وبريطانيا ويقولون بانهم أحرار برأيهم.. ونحن أيضا أحرار ونعتقد بما نريد ونأخذ الموقف الذي نريد. ووجه نصر الله النصيحة للسوريين حاملي السلاح لوضعه جانبا والذهاب إلى آليات حل سياسي وخاصة أن القيادة السورية جاهزة للإصلاح مشيرا إلى الدستور السوري الجديد الذي لا تملك مثله أي دولة في المنطقة مؤكدا أن تطبيق الدستور يحتاج إلى آليات وتفاهم وتعاون وليس بالقتال والحروب واستجلاب التدخل العسكري الخارجي. وأدان نصر الله مشاهد المجازر التي عرضها التلفزيون العربي السوري والتي ارتكبتها المجموعات الارهابية المسلحة وقال ما رأيناه في الأيام الأخيرة لا يقبل أحد إلا أن يدينه بأي شكل من الاشكال فاستهداف المدنيين موضع إدانة ومن مسؤوليات النظام السوري اليوم تقديم الحقائق للناس ومن لديه حقيقة يجب أن يقدمها مضيفا.. يجب العمل على ألا تحصل مجازر أو تسقط قطرة دم واحدة وكل أشكال القتل يجب ان تتوقف والحوار هو القادر على أن يدفع الأمور باتجاه الخلاص. وقال نصر الله مخاطبا العرب والمجتمع الدولي: كنتم تنظرون على اللبنانيين أنه بالسلاح لا يحل أي شيء.. تفضلوا إلى طاولة الحوار. ودعا نصر الله اللبنانيين إلى الحوار والاتفاق حول القضايا المختلفين حولها وأهميتها وإلحاحها ووجوب مواجهتها كي لا تتعطل البلد وقضايا الناس مستغربا منطق البعض في لبنان بربطهم كل القضايا بموضوع سلاح المقاومة مؤكدا أن الاعتراف بالآخر ليس شعارات بل ممارسة . وفي الشأن الفلسطيني أكد الأمين العام لحزب الله أنه يجب العمل على إطلاق سراح كل أسير وسجين في السجون الإسرائيلية قائلا: نعم استطاع اللبنانيون من خلال المقاومة أن يستعيدوا جميع الأسرى الذين هم خارج دائرة النقاش وبتضحيات كبيرة وجسيمة وإنه عندما نضع هدفا بأنه لا ينبغي أن يبقى أي أسير في سجون العدو نستطيع أن نحقق هذا الهدف. وأشار نصر الله الى العدوان الاسرائيلي الاخير على غزة والذي أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى الفلسطينيين بينهم أطفال ونساء والى المشهد الآخر المقابل وهو إرادة وصلابة ورد المقاومة الفلسطينية في القطاع. ودعا نصر الله الشعوب العربية والإسلامية للتذكر من خلال مجريات الأسبوع الماضي كيف تتعاطى أمريكا ومجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والمؤسسات الدولية والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي وحتى الجامعة العربية وبعض الحكومات العربية مع الأحداث في غزة وهو نفس المنهج المستمر منذ أكثر من60 عاما. وأكد نصر الله إن التعاطي مع ما جرى في غزة هو إعادة تذكير بالكثير من النفاق وتعدد المكاييل والمعايير موضحا أن الاحتلال الاسرائيلي هو من بدا باغتيال الأمين العام للجان الشعبية "زهير القيسي" وأسير محرر وتتالت ردود الفعل بعد استشهادهما مستغربا ما جاء به البعض بالقول إن ما جرى قامت به جهات وفصائل هدفها صرف النظر عما يجري في سورية. وقال الأمين العام لحزب الله : إن الحرب على غزة وفلسطين والشعب الفلسطيني هي مسألة قائمة بذاتها لا علاقة لها بأي ملف آخر والاحتلال حاول تقديم الموضوع بشكل آخر من أجل التضليل وللاستفراد بالفلسطينيين في غزة وانسجاما مع بعض المحاولات الرسمية العربية من أجل تقديم إيران كتهديد في إطار الفتنة التي تحدث بالمنطقة ويلتقي معها في هذا بعض الإعلام اللبناني والعربي ليقول إن الفلسطينيين هم من بدوءوا بالقتال بأوامر إيرانية أو سورية. ولفت نصر الله الى أن الجميع مدعو إلى المزيد من الوعي والتثبت مما يقال اليوم في زمن وكالات الأنباء والتلفزيونات والبيانات ومواقع الانترنت موضحا أن الخبر اليوم يصاغ على ضوء الأهواء والبرامج السياسية والمخططات وليس على ضوء الوقائع ويتم تزييف الوقائع لمصلحة هذا الهدف لذلك نحتاج إلى الكثير من التثبت وحتى عندما نرى مشاهد التلفزيون نحتاج إلى الكثير من الهدوء كي لا ننفعل ولا نغضب ونستفز فهناك اليوم من يعمل على توتير واستفزاز الناس وتحريضهم حتى يسارعوا إلى الوقوع في الفخ لنخرب بلادنا وبيوتنا نتيجة انفعالات تسمع بالأخبار. وشدد نصر الله على إننا نحتاج اليوم إلى الكثير من الهدوء والثبات والوعي في مواجهة الحرب النفسية والمخاوف ومواجهة كل المراحل الآتية مشيرا الى ان الذين يخططون هم الأمريكيون والإسرائيليون وأدواتهم وعملائهم في المنطقة وهناك من الناس من يلتبس عليهم الموضوع . وقال نصر الله: إن الذين يخططون لتقسيم المنطقة وتفتيتها يريدون فوضى عارمة وشاملة في المنطقة وإشغال شعوبها بين بعضها البعض تحت عناوين مختلفة. ونبه نصر الله إلى أن الفرصة متاحة اليوم أمام شعوبنا وامتنا لاستعادة حقوقنا وسيادتنا على أراضينا ونفطنا ومياهنا واستعادة فلسطين وأراضينا المحتلة مشيرا إلى تراجع هيبة الأمريكيين والغرب وكل داعمي إسرائيل والطامعين في بلادنا وخيراتنا بمختلف المجالات العسكرية والمالية والاقتصادية وهم يريدوننا أن نتراجع معهم ولكننا بقينا ثابتين متماسكين حريصين على بلادنا ووحدتنا وتماسكنا وأمتنا.. نحن في هذا العقد أمام فرصة تاريخية إستراتيجية لإيجاد تحولات هائلة في أوضاعنا وخصوصا على المستوى القومي. وفي الشأن البحريني قال نصر الله إننا شهدنا الأسبوع الماضي في البحرين مظاهرة ضخمة ضمت مئات الآلاف من أهالي البحرين أكدت على الخيار السلمي وعلى مطالب الشعب البحريني حيث أثبتت المعارضة البحرينية أنها حريصة على أمن البحرين واستقراره وعلى دم أهله ورسمت مشهدا حضاريا يعبر عن الثبات والإرادة. وأضاف نصر الله إن الرهان على تراجع البحرينيين رهان خاسر والغريب أن جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان لا يعترفون بوجود مشكلة في البحرين. وتابع نصر الله أنه لا يوجد شيء يثني الشعب البحريني عن المطالبة بحقوقه بالطرق السلمية فهو يرفض ويأبى أن يكون أداة يعبر من خلالها أحد إلى البحرين وإلى مستقبلها ومصيرها مؤكدا أن قرارات الشعب البحريني واضحة بأن لديه إرادة لا تنكسر وأن الرهان على الوقت خاسر ويجب أن تحظى تحركاته باهتمام عربي وعالمي ودولي. وحول مناسبة الاحتفال في شأن محو الأمية قال نصر الله: اليوم نحن مدعوون إلى محو كل أشكال الأمية في القراءة والكتابة والسياسة لنكون أمة عالمة تنتج العلم وفي نفس الوقت أمة مقتدرة وقادرة على مواجهة كل التهديدات والأخطار وأن تفرض وحدتها وتماسكها ومصالحها واستقلالها وكرامتها وعزتها على كل العالم. وأضاف نصر الله إن إحصاءات عام 2011 تتحدث عن 57 مليون مواطن عربي أمي لا يعرفون القراءة والكتابة ويقول التقرير إنهم ثلث العرب وهذا رقم رسمي كارثي في أمة بعض دولها أغنى من أغنى دول العالم وخصوصا الخليجية التي لديها إيداعات في البنوك الأميركية والأوروبية بآلاف مليارات الدولارات وتظهر هذه الدولارات عندما تحدث مشكلة لنظام معين. واستغرب نصر الله أن هناك آلاف مليارات الدولارات مودعة ويتكلمون عن 57 مليون مواطن عربي أمي يحتاجون لمدارس وأساتذة ومعلمات مؤكدا انه باستخدام الحد الأدنى من الإمكانات يمكن أن ننتهي من الأمية لكن لا يوجد تحمل للمسؤولية. وقال نصر الله إن هناك إحصاءات لمنظمة العمل العربية تتحدث عن 18 إلى 20 مليون عربي عاطل عن العمل وهو موضوع مذهل فالملوك والأمراء والروءساء والشيوخ والحكام العرب يتفاجوءون وبعدها يخرجون للتنظير بحقوق الإنسان.. وأضاف إن دولنا العربية قادرة ماليا وإداريا وتستطيع أن تحدث تحولات نوعية هائلة على هذا الصعيد لكن هناك موضوع المسؤولية. وتابع نصر الله.. في الحد الأدنى هناك العديد من الحكام والحكومات متهمة بأن من مصلحتها أن تبقى شعوبها أمية وغير قادرة على معرفة ما يجري حولها وأن تبقى شعوبها فقيرة عاطلة عن العمل دون أن يكون لديها وقت وإمكانية للحديث عن الديمقراطية والحرية والقضايا القومية أو العربية أو عن فلسطين والمقدسات. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الإخوة / متصفحي موقع السبئي نت المحترمون
نحيطكم علماُ بان اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره.
مع تحيات "ادارة الموقع"